الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة القديس بيمن المعترف
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة القديس بيمن المعترف، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم تنيح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم، وقد كان من منية بني خصيب من أعمال الأشمونين، وكان وكيلا لأشغال رجل أرخن جليل المقدار، ولطهارته وتقواه أحبه الجميع، كما كان لزوجة ذلك الأرخن ثقة عظيمة به، ولاحتقاره أباطيل العالم، ترك عمله وقصد ديرا في تلك المدينة، حيث ترهب فيه، فلما علم الأرخن توجه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين علي فراقه، وإذ لم يوافقهما عادا حزينين، أما القديس فقد استمر في عبادته ونسكه.
رغبته في الاستشهاد
ولم يقنع بذلك، بل رغب فى أن يصير شهيدا بسفك دمه علي اسم المسيح له المجد، فمضي إلى إنصنا ووجد كثيرين من المسيحيين يعذبون علي اسم المسيح، فتقدم هو أيضا واعترف، فعذبوه عذابا شديدا بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء والعصر بالهنبازين، وفي ذلك كله كان السيد المسيح يقويه ويقيمه سالما، وفيما هو علي هذا الحال انقضي زمان عبادة الأوثان، وملك قسطنطين الملك البار، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان، فظهر السيد المسيح لهذا القديس وأمره بأن يخبر جميع القديسين المسجونين بأنه تبارك اسمه قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين، وأرسل الملك قسطنطين يستحضر اثنين وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس أبانوب المعترف، أما القديس بيمن فسكن في دير خارج الأشمونين، وكان الرب قد أنعم عليه بموهبة الشفاء.
وشاع ذكره في جميع تلك النواحي، وحدث أن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصي علاجه، وزارت أديرة وكنائس كثيرة ولم تحصل علي الشفاء، وأخيرا آتت إلى انصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى حيث القديس، ولما أعلموه بحضورها لم يبادر إلى لقائها بل قال "ماذا لي انا مع ملوك الأرض"، ولما ألح الأخوة عليه خرج إليها، فلما رأته خرت عند قدميه، فصلي القديس علي زيت ودهنت به فبرئت في الحال، وقدمت له أموالا كثيرة وهدايا عظيمة فلم يقبلها، ما عدا آنية برسم الهيكل، وهي صينية وكاس وصليب من ذهب.
ثم عادت إلى مدينتها ممجدة الله، وكان هناك أسقف قديس يعيد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء في أحد الأديرة، فعلم بأن الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود، وعينوا لهم أسقفا غير شرعي، وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب، فتوجه الأسقف إلى القديس بيمن وأعلمه بذلك، فأخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث هؤلاء المخالفين وجادلوهم وبينوا ضلالتهم، فتشتتوا وبدد الرب شملهم، ورجع القديس بيمن إلى ديره وتقدم في الأيام ومرض، فجمع الإخوة وأوصاهم، وأعلمهم بأنه قد حان الوقت ليمضي إلى الرب، فحزنوا جدا علي فراقه، ثم أسلم الروح فكفنه الأخوة، وصلوا عليه، وقد حدثت من جسده آيات شفاء عديدة.