الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد سبستيانوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد سبستيانوس والذين معه، وولد القدّيس سبستيانوس في مدينة ميلانو وكان من طبقة الأشراف.
ألقي القبض عليه في الاضطهاد الذي أمر به الإمبراطور مكسيميانوس. وبعد أن رمي بوابل من السهام، سحق جسده بالمطارق وتناثر قطعًا دامية، حول سنة 288 واستشهد معه عشرة شهداء من أقاربه وأصدقائه.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في إطار من التعدديّة الثقافيّة والدينيّة الصريح، كما ينتظره مجتمع الألف الثالث، فإنّ حوار الأديان مهمّ لكي يضمن أيضًا ظروف السلام ويبعد شبح الحروب الدينيّة المخيف التي خضبّت بالدم مراحل عديدة من التاريخ البشري. إنّ اسم الله الواحد يجب أن يصبح كلّ يوم أكثر فأكثر ما هو عليه، أي اسم سلام وضرورة سلام.
لكن لا يمكن أن يتأسّس حوار على اللامبالاة الدينيّة. فمن واجبنا، نحن المسيحيّين، أن نحثّ عليه إذ نقدّم شهادة كاملة للرجاء الذي فينا .. وبالتالي، فإنّ الواجب الإرسالي لا يمنعنا من الدخول في الحوار بقلب منفتح للغاية على الإصغاء. ونحن نعلم حقًّا أنّه، إزاء سرّ النعمة لا يُحدّ غناها في أبعادها وتعرّجاتها في حياة الإنسان والتاريخ، لن تنتهي الكنيسة من التعمّق في بحثها مرتكزة على عون البارقليط، روح الحقّ الذي يقودها إلى "ملء الحقّ" .
وهذا المبدأ ليس فقط في أساس التعمّق اللاهوتي بالحقيقة المسيحيّة الذي لا يُحدّ، بل هو أيضًا في أساس الحوار المسيحي مع الفلسفات والثقافات والأديان. غالبًا ما الروح القدس "الذي يهبّ حيث يشاء" يوقظ في الاختبار الإنساني الشامل، بالرغم من تناقضاته العديدة، علامات لحضوره تساعد تلاميذ المسيح بالذات على أن يفهموا بعمق أكبر الرسالة التي ينادون بها.
أليس في موقف الانفتاح هذا المتواضع والواثق أراد المجمع الفاتيكاني الثاني أن "يقرأ علامات الأزمنة؟" فإنّه وإن استسلمت الكنيسة لهذا التمييز الواعي لأجل التقاط "علامات حضور الله الحقيقيّة وقصده"، فهي تقرّ ليس فقط بأنّها أعطت بل أيضًا بأنّها أخذت من التاريخ ومن تطوّر الجنس البشري". وقد دعا المجمع أيضًا إلى أخذ موقف الانفتاح تجاه الديانات الأخرى وفي الوقت عينه موقف التمييز اليقظ.