الناقد والمؤرخ عمرو دوارة عن أشرف عبدالغفور: المسرح فنه المفضل وقضى فيه أكثر من نصف قرن
الفنان الراحل أشرف عبدالغفور بدأ حياته العملية فى مجال الفن بالالتحاق بفرق التليفزيون المسرحية مع بدايات تأسيسها وهو ما زال طالبًا فى معهد السينما، وشارك فى بطولة مسرحية خلال موسمها الأول عام ١٩٦٢، وهى مسرحية «جلفدان هانم»، قبل أن ينضم إلى أسرة «المسرح القومى» بمجرد تخرجه عام ١٩٦٣. وأتاح المسرح للفنان الكبير فرصة تجسيد بعض الشخصيات الدرامية المهمة، من بينها على سبيل المثال وليس الحصر: شخصية «ضياء وصفى»، الحفيد المدلل فى مسرحية «جلفدان هانم»، وممثل السلطة «الضابط/ رئيس المباحث/ المحقق» فى مسرحية «سهرة مع الحكومة»، وكذلك «ابن الأشرس» فى مسرحية «لعبة السلطان»، وغيرها الكثير.
ظل المسرح على الدوام هو المجال المحبب للفنان أشرف عبدالغفور، ومجال إبداعه الذى أكد من خلاله موهبته، فلفت الأنظار إليه وحقق وجوده الفنى، لذا قضى فى العمل به كممثل محترف أكثر من نصف قرن، شارك خلالها فى عضوية أكبر وأهم الفرق المسرحية، وهى «المسرح القومى»، بجانب مشاركته فى بطولة بعض المسرحيات بفرق مسارح الدولة الأخرى مثل: «المسرح الحديث، والمسرح الكوميدى، ومسرح الطليعة، ومسرح الغد، وفرق قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية».
ويجب التنويه إلى أن مشاركاته المسرحية تباينت كثيرًا بين عروض رصينة باللغة العربية الفصحى فى فرقة «المسرح القومى»، التى شارك من خلالها فى بطولة مسرحيتى: «الساحرة» أمام سيدة المسرح العربى سميحة أيوب، و«لعبة السلطان» أمام الفنانين الكبيرين عايدة عبدالعزيز ونور الشريف، وعروض كوميدية، من بينها: «جلفدان هانم»، و«غبى فى الفضاء»، و«متلوف ٧١»، و«اللهم اجعله خير»، و«٣٠ فبراير»، إلى جانب مسرحياته فى القطاع الخاص مثل «المليونيرة» و«فتاة الغلاف».
وعُرف أشرف عبدالغفور بأخلاقه السامية والتزامه الكبير وتواضعه الشديد، ودماثة خلقه وعلاقاته الطيبة مع جميع زملائه، وانحيازه الدائم إلى القيم النبيلة، وحرصه الكبير على الالتزام الأُسرى.
وحظى الفنان الراحل طوال مسيرته الفنية بحب واحترام وتقدير زملائه، حتى إنه قد تم انتخابه لتولى منصب نقيب المهن التمثيلية خلال الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٥، وكان قبل ذلك قد تولى منصب وكيل النقابة لمدة ٨ سنوات.