واشنطن بوست: غزة أصبحت أرضًا خصبة للأمراض
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أنه "بعد عشرة أسابيع من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، أصبحت غزة المزدحمة والمحاصرة والمقصفة والجائعة الآن أرضًا خصبة للأمراض".
وشددت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها بعنوان "غزة التي دمرتها الصواريخ والقنابل تشهد تهديدًا جديدا"، على أن هناك قلقًا خاصًا بشأن تفشي المرض في رفح، حيث يعيش ما يقرب من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في المنازل والمدارس والمخيمات والشوارع، بعدما طلبت إسرائيل منهم التوجه إلى الجنوب.
وأشارت الصحيفة إلى بيانات منظمة الصحة العالمية التي تقول إن الأطفال تعرضوا لصدمات شديدة وأن حالات الإسهال لديهم قفزت بنسبة 66 بالمئة في الفترة من 29 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، وبين البالغين 55 %.
في هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنه حتى قبل الحرب، كانت احتياجات الرعاية الصحية في غزة حادة، مبينة أن العديد من سكان القطاع يعانون بالفعل من مشاكل صحية معقدة، نتيجة تعطل المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر ونقص الأدوية.
وقالت: "قبل الحرب.. كان يطُلب من سكان غزة الذين يعانون من ظروف قاسية الحصول على تصاريح إسرائيلية يصعب الحصول عليها لمغادرة القطاع لتلقي العلاج".
وأضافت: الآن أجرينا العديد من المقابلات مع النازحين في الجنوب، ورأينا أن العديد من الأطفال يعانون أمراضًا في الجهاز التنفسي ومشاكل في الجهاز الهضمي والتقيؤ طوال الوقت، والكثير منهم يعانون مرض جدري الماء وعدوى في المسالك البولية، بينما البالغون يعانون مشاكل في الكبد موجودة مسبقًا مثل "التهاب الكبد الفيروسي".
وروت "واشنطن بوست"، قصة طبيب اضطر إلى مغادرة مدينة غزة والانتقال إلى رفح مع اشتداد القصف، قائلة "أمضى الطبيب محمد ماضي الأسابيع الخمسة الأولى من الحرب في مستشفى الرنتيسي لسرطان الأطفال في مدينة غزة. وفي نوفمبر، أمرت إسرائيل بإخلاء المستشفى. حمل ماضي بعض المرضى وغادر إلى رفح".
وأضافت: "يعيش ماضي هو وعائلته في مدرسة تضم حوالي 2000 شخص دون رعاية طبية. عادة ما تحتوي المرافق التي تديرها الأمم المتحدة على عيادات صغيرة. لكن لا توجد مثل هذه المرافق في المدارس التي تديرها الحكومة، حيث يستقر آلاف الفلسطينيين".
وتابعت: "أنشأ ماضي وبعض زملائه الطبيين عيادة صغيرة في المدرسة"، حيث بدأ التعامل مع الحالات تحديدًا للأشخاص المصابين بالجدري والجرب والالتهابات المعوية والالتهابات الصدرية"، مشيرة إلى أنه استقبل عددًا من الحالات المصابة "بالتهاب الكبد الوبائي أ".
ونقلت عن وزارة الصحة في غزة وأطباء أفراد، إن حالات العدوى بالمكورات العنقودية وجدري الماء والطفح الجلدي والتهابات المسالك البولية والتهاب السحايا والنكاف والجرب والحصبة والتسمم الغذائي كلها آخذة في الارتفاع.
وتشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق بشكل خاص بشأن الإسهال الدموي واليرقان والتهابات الجهاز التنفسي.
وذكرت وكالة رويترز أن الأمم المتحدة تتعقب 14 مرضًا "يحتمل أن تتحول إلى وباء".
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها: "من المتوقع أن يتفاقم الخطر مع تدهور الوضع واقتراب ظروف الشتاء".
والآن، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس هذا الشهر: "لقد زادت الاحتياجات الصحية بشكل كبير، وانخفضت قدرة النظام الصحي إلى ثلث ما كانت عليه".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن ثلثي مراكز الرعاية الأولية مغلقة؛ 11 من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي.
وتقوم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين بتشغيل تسع من عياداتها الصحية الأولية البالغ عددها 28 عيادة.
لقد أُجبر ما يقرب من 85% من سكان غزة على ترك منازلهم، ويعيش حوالي 1.3 مليون شخص في ملاجئ، حيث يوجد في المتوسط مرحاض واحد لكل 220 شخصًا، ودش واحد لكل 4500 شخص.