الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إلفثيريوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إلفثيريوس وهو روماني المولد، رسم أسقفًا على الايليريكون، وهدى إلى الديانة المسيحيّة الكثيرين من الوثنيّين. وقد استشهد مع والدته في الإضطهاد الكبير الذي أمر به الإمبراطور أدريانوس.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها : . كم هو عظيم تواضعك، أيّها الإله ملك المجد، في خضوعك لجميع كهنتك بدون تفريق بين من يحبّك، ومن هم فاترون أو باردون في خدمتك. عند ندائهم، تنزل من السماء؛ يمكنهم أن يقدّموا أو يؤخروا توقيت الاحتفال بسرّ القربان المقدّس، وتكون دائمًا حاضرًا. أيّها المحبوب، تحت حجاب القربانة البيضاء، كم تظهر وديعًا ومتواضع القلب!.
لا يمكنك أن تتّضع أكثر لتعلّمني التواضع؛ ولكي أستحقّ حبّك، أودّ أن تضعني أخواتي دائمًا في المرتبة الأخيرة، وأن تقنعنَني بأنّ هذا المكان هو الذي يناسبني. أنا أعرف، يا إلهي، أنّك تحطّ النفس المتكبّرة، لكنّك تمنح مجدًا أبديًّا للنفس التي تتواضع؛ أريد أن أكون إذًا في الصفّ الأخير، وأن أشاركك الإهانات الّتي احتملتها لكي يكون لي نصيب معك في ملكوت السماوات.
لكن، أيّها الربّ، أنت تعرف ضعفي؛ في كلّ صباح، أتّخذ قرار عيش التواضع وفي المساء أعي بأنّني اقترفت المزيد من خطايا التكبّر. نتيجة لذلك، أميل إلى فقدان الأمل، لكنّني أعرف أن اليأس هو أيضًا تكبّر. أريد إذًا يا إلهي أن أضع فيك وحدك رجائي؛ لأنّك قادر على كلّ شيء، تعطّف واخلق في نفسي الفضيلة التي أرجوها. ولكي أحصل على هذه النعمة من رحمتك اللامتناهية، سأردّد لك دومًا: "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبي مثل قلبك".
عند لحظة التجلّي، خُتمَت الشهادة للابن في آنٍ معًا بصوت الله الآب وبالنبيّين موسى وإيليّا اللذين ظهرا قرب يسوع كخادمين له. نظر النبيّان إلى الرسل بطرس ويعقوب ويوحنّا؛ وتأمّل الرسلُ بالأنبياءَ. اجتمع في المكان نفسه أمراء العهد القديم وأمراء العهد الجديد. القدّيس موسى رأى بطرس المبرَّر، الراعي الذي اختاره الآب رأى الراعي الذي اختاره الابن.
في الماضي، شقّ الأوّل البحر كي يمرّ شعب الله المختار وسط الأمواج، فيما اقترح الثاني أن ينصب خيمة لاحتواء الكنيسة. تمكّن رجل العهد القديم البارّ من رؤية رجل العهد الجديد البارّ. تمكّن إيليّا من رؤية يوحنّا. ذلك الذي رُفع إلى السماء بمركبة ناريّة رأى ذلك الذي مال على صدر النار .. وعندها، أصبح الجبل رمز الكنيسة: على قمّته، وحّد يسوع العهدين اللذين استضافتهما الكنيسة. أعلم الجميع بأنّه سيّد العهدين، العهد القديم الذي تلقّى أسراره والعهد الجديد الذي أظهر مجد أعماله.