البابا: مشاركتنا معًا في الانتخابات مشاركة في بناء الوطن
أكد البابا تواضروس الثاني أن مشاركتنا كمصريين في الانتخابات هو حق وواجب تمليه علينا مسؤولية بناء الوطن.
وشدد على أن الاختيار رغم أنه حرية شخصية إلا أنه مسؤولية لأن مَن يختار اختيارًا يجب أن يعلم أنه سيتحمل تبعاته.
المشهد الانتخابي
وعن المشهد الانتخابي قال البابا في تصريحات صحفية: "نحن في هذا المشهد الدستوري الجميل ومشهد إظهار المواطنة. فالمواطنة ليست كلمة وإنما فعل، وبالتالي المشاركة هي تأدية هذا الفعل".
وتابع: "ذهبت اليوم إلى اللجنة وانتخبت مثل عموم المصريين، وفي الطريق شاهدت الكثافة الموجودة من المواطنين المصريين، الذين يقفون في طوابير منتظرين، وكل أحد منهم يشتهي أن يدخل لجنته ويُدلي بصوته ويقدم اختياره، وهو أمر مفرح جدًّا: أننا كلنا كمصريين نشترك في بناء صورة الوطن أمام أنفسنا وأمام العالم كله".
وعمن يشككون في المشهد الانتخابي ولا سيما من يفعلون هذا على لاعتبارات دينية، قال قداسة البابا: "على أرض الوطن نحن كلنا ننتمي لتراب هذا الوطن فكلنا مصريين."، واستدرك: "أتكلم هنا كمواطن وأؤكد على هذا المعنى دومًا ليس لكوني رجل دين مسيحي" وأكمل: "منذ أيام الفراعنة ومرورًا بالعصور المسيحية والعصور الإسلامية والزخم الكبير في الحضارة المصرية الذي نحمله كلنا في دواخلنا، وهو أمر يجعلنا نفتخر بأن بلدنا هي مصر، وبأني مصري" وأوضح: "يوجد في كل زمن مَنْ يُشكك ومَنْ يُدخِلنا في يأس ومَنْ يغلق أمامنا الطريق، ولكن العين الواعية والعين التي تنظر للمستقبل هي التي تنظر إلى أن بناء الوطن وبناء ديمقراطية الوطن." وأضاف: "إننا أمام أربعة مرشحين، حتى وإن كان أحدهم هو رئيس الدولة الحالي ولكننا أمام أربعة مرشحين مثل أي دولة في العالم، والمرشحون قدموا أنفسهم وقدموا برامجهم، وقدموها للشعب من خلال التلفزيون، وأيضًا زارونا، واستقبلت الأربعة هنا واستقبلت الوفود التي جاءت معهم، وتكلمنا معًا، وسألتهم عدة أسئلة عن تدبيرهم لبعض الأمور، وكانت ردودهم إيجابية، فنحن في الحقيقة نوجد على طريق ديمقراطي لبناء الوطن، وهذا الأمر بالتوعية والتعليم والثقافة يستطيع ان يصل إلى جموع الناس"
وأكد: "هؤلاء المُشككون موجودون في كل زمن، وهم يشككون على اعتبارات دينية، والاعتبارات الدينية لا تبني الأوطان، بل المشاركة الفعلية والتواجد الفعلي هو الذي يبني الوطن"
وعن رسالة قداسته التي يريد أن يوجهها من مصر للعالم قال: "مشاركتنا كلنا كمصريين هي مشاركة واجبة وحق لنا كلنا، نعمل هذا بفرح، ونشترك في هذا المشهد بفرح شديد جدًّا، نشترك في الاختيار، والاختيار هو حرية ومسؤولية، هو حرية فالإنسان يختار، ولكنه في نفس الوقت هو مسؤولية، والتقاعس عن المسؤولية لا يبني الوطن ولا يفرد أمامنا الطريق" وأضاف: "أنا أعرف أن بلدنا تواجه تحديات وأزمات ومشكلات مثل أي مكان في العالم، لكن تكاتفنا جميعًا معًا ومشاركتنا معًا على كل الأصعدة، وليس في مجال معيَّن، هو الذي يبني ووطننا"
واستكمل: "فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، وهو صديق عزيز لنا ودائمًا نتقابل ونتزاور ونتكلم في التليفون ونتناقش في موضوعات كثيرة، ونحن قريبين من بعض جدًّا وهذا أمر طيب، وأنا شخصيًّا أفرح به، وهذا هو النموذج للإنسان المصري، ونحن كمصريين يجب أن نعلم أن موضوع الدين أمر بين الإنسان وربه أما الوطن فللجميع، ولهذا نحن في هذا المشهد نقدم صورة إيجابية عن بلادنا، حضارتها وحاضرها ومستقبلها أيضًا".
وعن ما الذي ينتظره قداسة البابا من الرئيس القادم قال قداسته: "الرئيس القادم لمصر سيأخذ دفعة إيجابية قوية بهذه المشاركة الواسعة الانتخابات، مما يجعله يفكر أكثر وأكثر في المجتمع المصري وفي الوطن المصري وفي الاحتياج المصري، فالوطن ليس التراب فقط وإنما الوطن بشر أساسًا، لذا فهو سيفكر في كل قطاعات البلد، ونحن لسنا بلد صغيرة، لقد تعدينا المئة مليون، وبالتالي نحن بلد لها ثقلها التاريخي والجغرافي والحضاري، وهذا الثِقل مع الرئيس الذي سيقود البلد الفترة القادمة يحمل مسؤولية كبيرة، يحتاج أن كل الناس تكون معه، ويحتاج أن يفكر في المستقبل، وأن يفكر من أجل الناس في صورة إيجابية تغطي كل مواطن وتشبع احتياجات كل مواطن".