سيناريوهات متنوعة.. من يحكم قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية؟
ما بين مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة، وقيام دول الخليج العربي بإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب أو سيطرة السلطة الفلسطينية وتوليها شئون القطاع، اختلف الخبراء الذين تحدثوا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، حول مستقبل اليوم التالي في قطاع غزة.
سيناريوهات مستقبل غزة
وحسب تقرير الشبكة الأمريكية، اقترح أحد السيناريوهات استعادة السلطة الفلسطينية، التي تدير الضفة الغربية المحتلة، السيطرة على القطاع، فيما نص مقترح آخر على أن تقوم دول الخليج العربي بتمويل الجهود لإعادة بناء غزة، على أن تحتفظ قوة حفظ السلام الدولية بالإشراف، وفي حالة ثالثة سيتم تهجير الفلسطينيين، وهو المسار الذي أثاره المشرعون الإسرائيليون على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن الحرب في غزة تهدف إلى سحق حماس، وليس طرد الفلسطينيين.
ولكن على المدى القصير من غير الواضح ما إذا كان ما يقدر بنحو 1.9 مليون فلسطيني فروا إلى الأجزاء الجنوبية من غزة سيتمكنون من العودة لمنازهم المدمرة بالأساس، ومن المحتمل أن تكون مجموعات الإغاثة الإنسانية هى الكيانات الوحيدة التي توفر الضروريات الأساسية في مشهد مدمر سيتطلب عقودًا من إعادة البناء.
صعوبات فى التنبؤ بمستقبل غزة
وقالت الشبكة الأمريكية إن الخبراء الإقليميين يشعرون بالقلق من التنبؤ بمستقبل غزة، نظرا للوضع المضطرب في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما يجعل هذه الممارسة غير قابلة للتنبؤ بها.
وقالت راندا سليم، مديرة حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث غير حزبي مقره في واشنطن العاصمة: "سيعيشون في الخيام، هكذا سيكونون، ولن يكون هناك ماء، ولا كهرباء، ولا رعاية صحية، فقطاع غزة سيتحول إلى مدينة خيام".
أهداف إسرائيل فى غزة غامضة
وقال ناثان براون، الزميل البارز غير المقيم لبرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن التنبؤ بنتائج هذه الحرب يشكل تحديًا لأن "أهداف إسرائيل لا تزال محددة بشكل غامض"، مشيرا إلى أن "هذه الأهداف تم تعريفها بطريقة تشير إلى أن إسرائيل سيكون لها وجود أمني مستمر في غزة. لذا فإن الأمر لا يتعلق بتصميم كيفية حكم غزة عندما ينسحب الإسرائيليون، لأنهم لا يتحدثون عن الانسحاب".
وأكد بعض المسئولين الإسرائيليين إنهم "ليس لديهم رغبة في حكم" غزة، فيما أخبر مسئولون إسرائيليون سابقون آخرون شبكة "إن بي سي نيوز" عن نواياهم في إنشاء "منطقة عازلة" شديدة التحصين في شمال غزة لحماية إسرائيل من أي هجمات مستقبلية.
وأوضح "براون" أن المسئولين الإسرائيليين يتعاملون "بدبلوماسية بعض الشيء" مع رسائل تركز على ضمان أمن إسرائيل، لكنه يعتقد أنه لا توجد بدائل مشروعة تكون مقبولة لإسرائيل لا تنطوي على وجود قواتها على الأرض.
وقال دانييل ليفي، مفاوض السلام الإسرائيلي الرسمي السابق في أوسلو وطابا: "لا أعتقد أننا سمعنا آخر الجهود المبذولة لتهجير الناس عبر الحدود المصرية، فالعديد من وزراء الحكومة الإسرائيلية لا يشككون في أن هذا هو هدفهم".
وأشار إلى أن المسئولين المصريين ظلوا ثابتين في معارضتهم حتى للنظر في مثل هذه الخطة، وكانت إدارة بايدن تعارض بقوة فكرة النقل القسري في الآونة الأخيرة، لكن يحذر بعض الخبراء من أنه لا ينبغي رفض الخطاب العدائي المتزايد.
وقال "ليفي" إنه إذا لم يكن هناك تهدئة في غزة أو الضفة الغربية قريبًا فمن الممكن أن يكون هناك "تحول جذري نحو تأكيد الفلسطينيين على حق اللاجئين في العودة"، حيث يتمكن الفلسطينيون من تشكيل قيادة جديدة وتعطيل العملية الفلسطينية.
وأوضحت ميراف زونسزين، المقيمة في تل أبيب والمحللة البارزة في شئون إسرائيل وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية: "علينا أن نأخذهم على محمل الجد لأنهم في مواقع السلطة ولديهم قاعدة كبيرة جدًا".
تداعيات تصاعد العنف الإسرائيلى فى الضفة الغربية
قال طارق الشوا، الزميل السياسي الأمريكي في الشبكة، وهي مؤسسة فكرية فلسطينية مستقلة: "نشهد عنفًا متصاعدًا في الضفة الغربية، وهجمات يشنها المستوطنون الإسرائيليون اليمينيون المتطرفون الذين يدعمهم ويحميهم الجيش الإسرائيلي".
وقال الشوا: "لقد أصبح لا يمكن إنكار أن إسرائيل ليست في حالة حرب مع حماس فحسب، بل هي في حرب مع الشعب الفلسطيني".
