هل أسهمت حرب غزة فى تهدئة التوترات بين الصين وأمريكا؟
سلطت صحيفة "آسيا تايمز" الضوء على حرب غزة وكيف شتت انتباه الولايات المتحدة الأمريكية عن التركيز على التهديد الصيني المتصاعد في شرق آسيا، مشيرة إلى أن حرب غزة أصبحت مصدر إزعاج لخطة بايدن الأكبر للصين.
وأضاف التقرير أن القصف الإسرائيلي على غزة أدى إلى تحويل موارد الولايات المتحدة وانتباهها عن التركيز على التهديد الصيني في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
صياغة حل سلمي
وبينما تركز إسرائيل على إنقاذ المحتجزين في غزة، ثم في نهاية المطاف على تدمير حماس، فإن حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، تعمل على صياغة حل سلمي لمرحلة ما بعد الحرب قادر على دعم أهدافها الأوسع.
كما تخشى واشنطن أن تكون حرب غزة قد وضعت عقبة كبيرة أمام أحد مشاريع الرئيس جو بايدن الرئيسية في السياسة الخارجية على تقليص الموارد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط والاهتمام بها وتوجيهها نحو شرق آسيا، لاحتواء ومواجهة التهديد الصيني بشكل أفضل.
لقد تم الإعلان عن الحاجة إلى تحويل الاهتمام إلى شرق آسيا لأول مرة خلال رئاسة جورج دبليو بوش في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن حروب بوش في أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 سبتمبر، عرقلت أي تحول كبير في الموارد العسكرية نحو الشرق.
ولم يقم خليفته باراك أوباما إلا بعمليات نقل طفيفة للقوة العسكرية من الشرق الأوسط إلى آسيا، وأخيرًا، وجد دونالد ترامب، على الرغم من شنه حربًا تجارية منخفضة الحدة مع الصين، إنجازه الخارجي الرئيسي في الشرق الأوسط من خلال إقناع دولتين عربيتين، الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بإقامة علاقات مع إسرائيل.
وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من ولاية بايدن، بدأ المسئولون العسكريون الأمريكيون في التعبير عن الحاجة الملحة إلى زيادة اهتمام أمريكا بمواجهة محتملة مع الصين بدلًا من الهوس بالإرهاب وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقبل أربعة أيام فقط من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، حذر الفريق أليكسوس جرينكويتش، القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، من أن الصين تحاول "إزاحة" النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وقال: "حيثما تبدأ المصالح الاقتصادية، فإن المصالح العسكرية ستتبعها لحماية تلك المصالح الاقتصادية"، مشيرًا إلى أن هناك خطر التوسع الصيني في المنطقة عسكريًا.