كيف تؤثر استمرار الحرب على مسيرة نتنياهو السياسية على الساحة الدولية؟
في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وفلسطين، والتي تؤدي إلى مزيد من عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي واختبار مسيرة نتنياهو السياسية على الساحة الدولية.
وأشار المراقبون وفق صحيفة جلوبال تايمز، إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تكثفان ضغوطهما على السلطات الإسرائيلية سعيًا لتحقيق هدنة كاملة، وسط ترجيحات أن تؤدي هذه الجهود إلى عكس الوضع على المدى القصير.
ضخامة الخلافات بين الأطراف المتصارعة
قال ليو تشونج مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانجهاي للدراسات الدولية، لقد كشف تجدد القتال العنيف عن مدى ضخامة الخلافات بين الأطراف المتصارعة، وستظل هذه الفجوة عائقًا رئيسيًا أمام السلام في المستقبل المنظور.
وأوضح أن حماس تسعى في جوهرها إلى إنهاء كامل للحرب وترى أن إطلاق سراح المحتجزين خطوة نحو هذا الهدف، في حين تواصل السلطات الإسرائيلية الضغط من أجل القضاء التام على حماس، وبالتالي فإن أعمالها العدائية لن تتوقف حتى بعد كل شيء.
وبحسب التقرير، فإنه مع معدلات تأييده المرتفعة، أفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضغط على أعضاء حزبه الليكود في محاولة للحفاظ على دعمهم، مدعيًا أنه "الشخص الوحيد الذي سيمنع قيام دولة فلسطينية" في غزة والضفة الغربية.
كما أن تصريحات نتنياهو، التي أوردتها هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية لأول مرة، تتعارض مع سعي إدارة بايدن المستمر لتحقيق حل الدولتين باعتباره "السبيل الوحيد لضمان الأمن طويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي عرض دعمًا سياسيًا وعسكريًا غير مشروط لإسرائيل خلال هجومها الأخير على غزة: "للتأكد من أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يعيشون على قدم المساواة من الحرية والكرامة، لن نتخلى عن العمل لتحقيق هذا الهدف".
عزل نتيناهو
نظرًا لعوامل مثل المستوطنات الإسرائيلية المتزايدة التوسع في الضفة الغربية، حيث أن نتنياهو طوال حياته المهنية، عارض بشدة التوصل إلى حل سلمي وعمل على تقسيم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية من خلال دعم حماس.
وقال نتنياهو في عام 2019: "على أي شخص يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية أن يدعم تعزيز حماس ونقل الأموال إلى حماس"، وأضاف: "جزء من استراتيجيتنا عزل الفلسطينيين في غزة عن الفلسطنيين في الضفة الغربية".
وفي تعليقاته الأخيرة أمام أعضاء حزب الليكود، ورد أن نتنياهو قال إنه "الشخص الوحيد الذي يستطيع الصمود في وجه الضغوط الأمريكية"، وأنه يعرف "كيفية إدارة الرأي العام الأمريكي"، حتى مع تراجع الدعم الشعبي الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، اليوم الإثنين، أن نتنياهو "تفاخر بأنه خالف" رغبات الولايات المتحدة من خلال شن غزو بري لغزة ومداهمة أكبر مستشفى في الأراضي الفلسطينية بحجة أن حماس تخفي مركز قيادة على أراضي المنشأة - وهو ادعاء تم تداوله على نطاق واسع لم يتم إثباته.
كما أشار نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة للاستقالة، إلى أن إسرائيل تخطط لاحتلال قطاع غزة "لأجل غير مسمى" بعد الحرب الحالية، متحديًا تحذير بايدن من احتلال طويل الأمد.
وكتب يونا ليبرمان، المؤسس المشارك لمجموعة المناصرة اليهودية الأمريكية IfNotNow، على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الإثنين: "انظر إلى جو بايدن: نتنياهو يبصق في وجهك".