مفاجآت مرعبة.. ماذا وجدت إسرائيل داخل شبكة أنفاق حماس فى غزة؟
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن بعض أسرار أنفاق شبكة أنفاق حركة حماس والتي تعكس مدى القدرات العسكرية الكبرى التي تتمتع بها الحركة، ففي نفق يبلغ طوله تقريبًا 300 متر كانت هناك غرف بها وحدات تكييف هواء، ومراحيض ومطابخ صالحة للاستخدام، مزودة بمياه جارية، فضلًا عن كابلات كهربائية واتصالات، وباب مقاوم للانفجار، أصبح الآن مدمرًا ويمكن لمقاتلي حماس إطلاق النار من خلاله، حيث حملت بعض الأنفاق التي اكتشفتها إسرائيل مفاجآت مرعبة والتي تضمنت قنابل وألغاما وتحولت بدلًا من أنفاق يطاردون فيها حركة حماس لفخ للجيش الإسرائيلي.
أنفاق حماس محصنة ضد الغارات الإسرائيلية وطائرات الاستطلاع
وأضافت الصحيفة أن هذا النفق الوحيد الذي اكتشفته إسرائيل وهو بمثابة قدرة عسكرية كبيرة بكل المقاييس، ولكنه مجرد جزء صغير من المجال الجوفي الشاسع لحماس الذي قال المسئولون والمحللون إنه سيحدد النتيجة الاستراتيجية للحملة الإسرائيلية ضد الجماعة المسلحة.
وتابعت أن تدمير أنفاق حماس هو المهمة شبه المستحيلة للجيش الإسرائيلي، حيث إن شبكة أنفاق حماس أكبر من شبكة قطارات لندن، وتُعدّ السبب الرئيسي في احتفاظ حماس بقوتها بالرغم من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يدرك جيدًا أن هذه الأنفاق محصنة ضد طائرات الاستطلاع دون طيار والعديد من القدرات الإسرائيلية الأخرى بما في ذلك الضربات الجوية وهي أيضًا المكان الذي يُعتقد أن حماس تحتفظ فيه بترسانتها من الصواريخ، بالإضافة إلى أكثر من 130 محتجزا إسرائيليا.
وقال مسئول أمني إسرائيلي كبير سابق إن كلمة "أنفاق لا تنصف ما أنشأته حماس تحت قطاع غزة، واصفا إياها بـ"المدن تحت الأرض".
ووصفت يوتشيفيد ليفشيتز، وهى محتجزة تبلغ من العمر 85 عامًا أفرجت عنها حماس في الدفعة الأولى من المفرج عنهم شبكة الأنفاق بأنها "شبكة عنكبوتية" متقنة يبلغ طولها "كيلومترات طويلة" مع "قاعة كبيرة" كبيرة بما يكفي لاستيعاب 25 شخصًا.
وأضافت الصحيفة أن الأنفاق هي تقنية قتال حربية قديمة، واستخدمها المتمردون اليهود في تمردهم الشهير ضد الحكم الروماني قبل 2000 عام، كما فعل مقاتلو الفيتكونج الذين هزموا القوات الأمريكية في حرب فيتنام في نهاية المطاف.
وتابعت أنه بعد التنقيب في جيولوجيا الحجر الرملي الناعم في غزة منذ سيطرتها على القطاع قبل 16 عاما، نقلت حماس هذا المفهوم إلى مستوى جديد.
وقال أنتوني كينج، خبير الحرب الحضرية في جامعة إكستر: “إن ساحة المعركة الحديثة تشهد مزيجًا من القدرات القديمة والرقمية، وفي بعض الأحيان تكون التقنيات القديمة مثل الأنفاق هي التي يمكنها التفوق والتغلب على الباقي”.
وأكدت الصحيفة أن تدمير الأنفاق هى أولوية جيش الاحتلال إلا أنه لم يكشف عن الطريقة التي يقوم بها بتدمير هذه الأنفاق، في ظل أن الطريقة التقليدية المتمثلة في القصف الجوي والبري والبحري غير مجدية.
وتابعت أن إسرائيل ادعت أن حربها على قطاع غزة تسببت في تدمير 500 نفق وانهيار عدة أميال منها، ولكن قوة كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس وسيطرته على كامل قطاع غزة رغك هذا الدمار يعني أن الاستراتيجية الإسرائيلية ما هي إلا أداة لقتل المدنيين.
تهديدات كبرى لإسرائيل.. أنفاق حماس تثير ذعر الاحتلال
وأوضحت الصحيفة أن الأنفاق تُشكل تهديدا كبيرا للجيش الإسرائيلي في حد ذاتها، فهي تسبب ذعرا للجنود في التوغل البري، حيث قتل 4 جنود إسرائيليين في 10 نوفمبر عند أحد مداخل الأنفاق في الزاوية الشمالية الشرقية لغزة، وقتل أكثر من 70 جنديا إسرائيليا منذ أن شن الجيش الإسرائيلي هجومه البري في 27 أكتوبر.
وقال أحد المسئولين الإسرائيليين: "تشكل الأنفاق تحديًا هائلًا، حيث حولتها حماس لفخ للجيش الإسرائيلي، ويظهر منها مقاتلي القسام فجأة ويختفون فجأة فهي خطر كبير على القوات الإسرائيلية".
قال يهودا كفير، وهو مهندس مدني إسرائيلي ونقيب في احتياطيات جيش الدفاع الإسرائيلي وخبير في الحرب تحت الأرض: "الدرس الذي تعلمته حماس على الأرجح من الغارات الجوية عام 2021 هو الحفر بشكل أعمق وتغليف نظام الأنفاق بالخرسانة المسلحة".
وتابع: "من المرجح أن حماس قامت ببناء طبقات مختلفة من الأنفاق، مستوى دفاعي علوي به أفخاخ مفخخة وأنفاق ضيقة جدًا وأبواب مقاومة للانفجار كما رأينا بالفعل، ومستوى هجومي أدنى أعمق وأوسع ويحتوي على أشياء مثل المراكز اللوجستية وأماكن المعيشة، ومخازن الأسلحة".
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تلقت 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية منذ عام 2016 لتطوير تقنيات مضادة للأنفاق، ولكن يبدو أن ذكاء حماس كان أكبر بكثير وتفوق على كل المعدات الإسرائيلية الأمريكية.