مخاوف إسرائيلية من استمرار حرب غزة.. الخسارة أمام حماس حتمية
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على استئناف القتال في قطاع غزة، واستمرار سقوط آلاف الضحايا المدنيين في القطاع، ولكن يبدو أن كافة محاولات إسرائيل للقضاء على حركة حماس قد باءت بالفشل، لتثار المخاوف من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تفوز في معركتها في غزة بقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ولكنها ستخسر في حربها أمام حماس ولن تنجح في القضاء على الحركة.
إسرائيل تسقط أمام قوة استراتيجية حماس
وقالت الجارديان إنه حتى أثناء وقف إطلاق النار الأخير، كانت المناطق الخلفية للهجوم العسكري الإسرائيلي الضخم على غزة مزدحمة لإعادة ترتيب الصفوف مرة أخرى، وكذلك فعلت حماس أيضًا، التي استغلت فترة توقف الأعمال العدائية التي دامت سبعة أيام لإعادة تنظيم قواتها المنهكة وإعادة بناء صفوفها.
وتابعت أنه بعد انتهاء الهدنة رسميًا كان واضحًا ما تنوي إسرائيل على فعله، حيث أصابت الغارات الجوية الأولى أهدافًا في خان يونس جنوب قطاع غزة، وبعد ساعة أو أكثر، وصف طبيب في المستشفى الأوروبي بالمدينة مخاوفه خلال الساعات المقبلة.
وقال كوبي مايكل، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه يشعر بالقلق من أن إسرائيل تعطي الأولوية لأمن المواطنين الأفراد على الأمن الجماعي والقومي، بينما عبّر آخرون عن الأمر بشكل أكثر صراحة، بأن إسرائيل تقتل المدنيين فقط في قطاع غزة، فخلال العدوان الذي اشتعل منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم استشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني من بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة.
وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من أن نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي تؤيد الحرب، ولكن يبدو أن هذا الأمر بدأ يتراجع مع تراجع الثقة في قدرات الجيش الإسرائيلي على تحقيق انتصار حقيقي على حركة حماس.
ونشر جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، تعليقًا بعنوان "إسرائيل قد تخسر"، كتب فيه: "لقد حظيت باهتمام قليل، ربما لأن السمعة الهائلة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي والتفاوت في القوات المنتشرة الآن في الصراع جعل حجتها غير بديهية للغاية".
وتابع: "حماس تدرك جيدًا أنها قد تخسر المعركة الحالية أمام إسرائيل ولكنها انتصرت في الحرب بشكل عام، لأنهم غير قادرون على هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة بسبب التفاوت الكبير في القوة العسكرية، ولكنها في الحرب بصفة عامة مجرد وجودها بهذا الشكل الكبير يعني انتصارها، فحماس لا تعتمد على مقاتلين وإنما أجيال من المقاتلين والمقاومة، فضلًا عن التعاطف الكبير الذي حظيت به الحركة الفلسطينية في جميع أنحاء العالم ولا سيما العالم العربي بسبب تعاملها مع المحتجزين الإسرائيليين وقوتهم الغريبة والمذهلة في الحفاظ على تماسكهم رغم بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية".
وأوضحت الصحيفة أن الحرب الأخيرة في غزة كشفت عن تفوق حماس في التفكير والتخطيط الاستراتيجي وهو الأمر الذي تفتقر إليه إسرائيل بصورة كبيرة، وهو ما حدث في حرب لبنان عام 1982 والتي ينظر إليها الآن في إسرائيل على أنها كارثة.