وزير السياحة والآثار: افتتاح الدَرَج العظيم للمتحف الكبير ديسمبر المقبل.. ونعمل لإعادة تقديم القاهرة كمقصد سياحى قائم بذاته (حوار)
قال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، إن الوضع السياسى المستقر لمصر هو ما قلل، بشكل كبير، الخسائر التى كانت متوقعة على القطاع السياحى جرّاء الحرب فى غزة، مشيرًا إلى أن القطاع حقق، منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أكتوبر الماضى، نموًا يفوق معدلات النمو السياحى العالمى بأكثر من ٨ مرات، حيث شهدت المعدلات زيادة بنسبة ٣٦٪، مقابل ٤٫٥٪ عالميًا.
وكشف، فى حواره مع «الدستور»، عن أن الوزارة تعتمد سياساتها على الترويج السياحى من خلال شركاء المهنة المحليين والدوليين من منظمى الرحلات وشركات طيران، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ أفلام ترويجية «Testimonials» بأكثر من لغة، يظهر فيها سائحون فعليون أثناء زيارتهم المقاصد السياحية المصرية المختلفة ليتحدثوا عن تجربتهم وما يميزها، وهو ما يسهم فى تشجيع آخرين على زيارة البلاد والاستمتاع بالأجواء.
■ بداية.. هل أثرت الحرب فى غزة على قطاع السياحة فى مصر؟
- العامل الأهم الذى يجب أن نشير إليه فى هذه المسألة هو أن مصر معروفة لدى الجميع بأنها دولة سلام، وحكام ورؤساء دول العالم يدركون موقفنا وأهمية دورنا، لذا فالوضع السياسى المستقر لمصر هو ما قلل بشكل كبير من الخسائر المتوقعة من هذه الحرب.
ونستطيع أن نقول إن الأحداث الجارية فى غزة لم تؤثر على السوق السياحية المصرية حتى الآن، ولكن ما تأثر هو بعض حجوزات أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ونحن نتابع مع شركات السياحة العالمية بشكل يومى وأسبوعى، ولكن بشكل عام، مصر لم تتأثر بما يحدث، وبالفعل زادت الحجوزات بالتدريج خلال الأيام القليلة الماضية.
■ هل تنفذ الوزارة خطة معينة حتى لا يتضرر القطاع من هذه الأحداث خلال الفترة المقبلة؟
- بالفعل نفذنا استراتيجية ليست بعيدة عن النهج الذى تنتهجه الوزارة حاليًا فيما يتعلق بالتنشيط السياحى بشكل عام، وبعد أحداث السابع من أكتوبر مباشرة، وتحديدًا فى الفترة من ١١ إلى ١٥ أكتوبر، تم إرسال ٣٠٠ خطاب لشركاء المهنة من منظمى رحلات الدوليين، كما تم تنفيذ أفلام ترويجية «Testimonials» بأكثر من لغة يظهر فيها سائحون فعليون أثناء زيارتهم المقاصد السياحية المصرية المختلفة ليتحدثوا عن تجربتهم وما يميزها، وهو ما يسهم فى تشجيع آخرين على زيارة البلاد والاستمتاع بالأجواء، ليتم استخدامها فى الدعاية الخاصة بهم، ما يترك انطباعًا صادقًا عند راغبى السفر إلى مصر. وأهمية هذه الأفلام للتأكيد على أن السائحين الموجودين فى مصر حاليًا يستمتعون بعطلاتهم فى أمان، الذين بلغ عددهم فى الأسبوع الذى سبق إرسال الخطابات ٣٠٠ ألف سائح، وهو ما تم ذكره فى هذه الخطابات.
والهدف هنا هو استخدام هذه الفيديوهات مع شركات التوزيع التى تعتمد عليها شركات السياحة الكبرى فى ألمانيا أو إنجلترا أو إيطاليا، وغيرها الكثير من الدول، فى العمل على حماية المنتج السياحى المصرى، وهو ما نتج عنه استقرار فى أعداد السائحين خلال أزمة الحرب على غزة، هذا بالطبع إضافة إلى جهود هيئة تنشيط السياحة.
والسياحة منتج مثل أى منتج آخر فى العالم، له مُصنّع وتاجر جملة وتاجر تجزئة، ونحن كوزارة سياحة وآثار نعلم طرق التواصل معهم، حيث لدينا قوائم بأهم منظمى الرحلات ووكلاء وشركات السياحة والسفر فى العالم، وهم من وجهنا لهم هذه الخطابات.
كما تم اتخاذ عدد من القرارات فى إطار السياسة الترويجية للوزارة، مثل زيادة ميزانية التسويق المشترك بنسبة ١٠٠٪، مع زيادة ميزانية الرحلات التعريفية التى نستقبل فيها الصحفيين الأجانب ومنظمى الرحلات الدوليين، كى يروا بأنفسهم ما يحدث على أرض الواقع ومدى الأمان الموجود فى مصر حاليًا، مما يمكنهم من التسويق للمقاصد المصرية بشكل أكثر فاعلية.
ونتيجة لذلك شهدنا خلال شهر أكتوبر الماضى نموًا بنسبة ٨٪ عن أرقام نفس الشهر من العام الماضى، وهو ثانى أعلى رقم تم تسجيله فى شهر أكتوبر منذ بدء تسجيل الأرقام عام ٢٠٠٠، كما نتوقع أن تكون أرقام شهر نوفمبر مرضية أيضًا.
وهنا تظهر أهمية التحرك على الأرض فى مثل هذه الأزمات، حيث حققت هذه الإجراءات أثرًا جيدًا لدى كبار منظمى الرحلات بالدول المصدرة للسياحة فى العالم وشركات الطيران، وهو ما اعتبرناه أهم مستهدف فى الأسابيع التى تلت السابع من أكتوبر.
■ مع اقترابنا من نهاية العام.. هل هناك مؤشرات لنسب النمو فى القطاع السياحى؟
- من الجيد أننا منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أكتوبر حقننا نموًا يفوق معدلات النمو السياحى العالمى بأكثر من ٨ مرات، حيث شهدت معدلات السياحة فى مصر زيادة بنسبة ٣٦٪، مقابل ٤٫٥٪ عالميًا.
■ ماذا عن استراتيجية العمل فى القطاع بشكل عام؟
- ترتكز استراتيجية العمل فى القطاع السياحى على ٣ محاور أساسية، وهى الطيران، وتحسين التجربة السياحة، وتحسين مناخ الاستثمار، خاصة فى الفنادق السياحية.
وفيما يتعلق بالطيران فقد ارتفعت الحجوزات على المقاعد القادمة لمصر بنسبة ٣٠٪، مع زيادة عدد الرحلات المنتظمة القادمة لمصر بنحو ١٠٪، وعدد الرحلات الكلية ما يزيد على ٣٠٪ أيضًا، بإجمالى ١٥٠ شركة طيران دولى، عارض ومنتظم.
وهنا يجب أن أوجه الشكر لوزارة الطيران التى أسهمت فى التسهيلات التى قدمتها للقطاع السياحى بافتتاح مطار سفنكس بالقاهرة، ما أعطانا القدرة على اجتذاب عدد كبير من شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة.
ونشيد بقيام شركة مصر للطيران بالتعاقد على عدد من الطائرات الجديدة، فهى رسالة مهمة للغاية لصناعة السياحة العالمية بأن الشركات المصرية، المملوكة للدولة، مؤمنة بأهمية نمو القطاع السياحى فى مصر.
■ ماذا عن ملف الاستثمار السياحى؟
- نتوقع أن يشهد نهاية عام ٢٠٢٤ دخول ٢٥ ألف غرفة فندقية جديدة إلى الخدمة فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، وقد دخلت ٤٠٠٠ غرفة بالفعل منذ منتصف العام الحالى وحتى الآن.
أما بالنسبة للفنادق المغلقة فقد كانت ٢١٧ فندقًا حتى مايو ٢٠٢٣، وفى أكتوبر الماضى أصبحت ١٧٠، ما يعنى أنه تم إعادة تشغيل ٤٧ فندقًا، بإجمالى ٤٠٠٠ غرفة، فى خلال ٥ أشهر.
ونتيجة زيادة الطلب على منتج السياحة النيلية تم تشغيل عدد ١٧٠ فندقًا عائمًا من الفنادق العائمة المرخصة.
وهناك مصطلح مهم جدًا فى العالم فى الفترة الحالية وهو زيارات المدن، ووفقًا لذلك المصطلح بدأنا فى تقديم القاهرة لتصبح مقصدًا سياحيًا مستقلًا بذاته، لأن القاهرة على الرغم من أهميتها السياحية فإنها لا يوجد بها سوى ٣٠ ألف غرفة، وهذا الرقم أقل من ١٥٪ من إجمالى الغرف بمصر.
■ ما مستجدات العمل فى المتحف المصرى الكبير؟
- سيتم الافتتاح التجريبى للدَرَج العظيم للمتحف المصرى الكبير بداية من شهر ديسمبر المقبل، تمهيدًا للافتتاح الرسمى، الذى من المقرر أن يكون خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويشمل الافتتاح عرض ٧٢ قطعة أثرية ضخمة، تم تثبيتها على الدرج العظيم المؤدى لقاعات العرض المتحفى.
وتم ترتيب عرض القطع على الدرج وفقًا لسيناريو العرض المتحفى المقرر، الذى يتناول أربعة موضوعات رئيسية، الأول سيكون فى بداية الدرج وسيمثل الصورة الملكية فى العصور القديمة، لذا سنرى قطعًا ضخمة ومميزة لملوك وملكات من مختلف الحقب الزمنية فى مصر القديمة.
أما الثانى فيُظهر أهمية العبادة عند المصرى القديم، وسيتم التعبير عنها بعرض مخططات للمعابد خلال العصور المصرية المختلفة.
والموضوع الثالث سيعرض فكرة ارتباط الملوك بالمعبودات المصرية، ويشمل هذا الجزء تماثيل للملوك مع آلهة، أو أثناء تأدية الشعائر الدينية أمام الآلهة، والرابع والأخير يركز على رحلة الملك فى العالم الآخر، والأدوات التى حرص كل ملك مصرى على وضعها فى مقبرته، كالتوابيت والصناديق الكانوبية والأبواب الوهمية.