رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حمدي النورج: الأدب ينبغي أن يكون سلاحًا في ترسيخ قضايا الهوية

د. حمدي النورج
د. حمدي النورج

قال حمدي النورج، أستاذ النقد الأدبي وتحليل الخطاب المساعد بأكاديمية الفنون: كنا في حقل الدراسات النقدية قد نبهنا سابقًا ولفتنا نظر طلابنا والمشتغلين بالحقل الثقافي إلى حالة الغزو غير الممنهج لخطاب اليهودي في الروايات العربية. 

الشخصية اليهودية 

وأوضح في حديثه مع "الدستور": تلونت حالة التعاطي مع الشخصية اليهودية انطلاقًا من ثلاثة معطيات؛ الأول هو البناء على حالة العداء والصورة الذهنية السلبية لشخصية اليهودي في العقل الجمعي ومن ثم تحقيق ألفة مبدئية بين المتلقي والرواية، والثاني يتمثل في بعض الكتابات التي تعمدت التماهي مع البطل اليهودي داخل الخطاب السردي لبعض الروايات مغازلة للجوائز والمكاسب، أما الثالث فيتعلق بالكتاب الذين أولعوا بلغة الحياد ومن ثم جرى التفريق عندهم بين ما هو يهودي وصهيوني. 

وتابع: لا يعنيني مطلقًا حال التوجه ونمط التعامل والرؤية، فالواقع يثبت وجهة نظر شكسبير في المرابي اليهودي، ويثبت أيضًا شخصية اليهودي الانتهازي في "يهود الإسكندرية" لمصطفى نصر، كما يثبت أيضًا سلامة رؤيتي عن اليهودي في رواية "سكان جزيرة القرش".  

سلاح الأدب

وفيما يتعلق بالتوجه المرجح استمراره بالفترة المقبلة في الرواية العربية بأثر مما شهدته الأراضي الفلسطينية من عدوان غير مسبوق قال النورج: إن لم يكن الأدب في وقتنا الحالي سلاحًا مهمًا في ترسيخ قضايا الهوية والدفاع عن الثوابت والإيمان بجوهر الأرض فلا قيمة له، ولا أظن أن قلم الإبداع على تباينه وتنوعه سيفلت منه الأثر الدموي لما فعله اليهودي حديثًا مع فلسطين لا غزة وحدها. 

وأضاف: أنا مؤمن بعدم اختزال القضية في غزة فقط، بل وأدعو إلى عدم الانخداع مجددًا وراء فعل النحيب المصطنع من التجمعات اليهودية على ما وقع لهم. لقد وضع هؤلاء النكبة والنحيب سيفًا على رقاب المجتمعات كافة انتهازًا وخداعًا، ومن ثم تحقق لهم العديد من المكاسب ولا يزالون. 

تحرر الخطاب الإبداعي

واستطرد النورج: من المعلوم في أدب النكبة اليهودي أنهم ينطلقون من سلوك الضحية ومن ثم يعلو عندهم هاجس العويل والبكاء، ولأنهم لا يملكون شيئا فليس هناك ما يبكون عليه إلا استجداء الآخرين. أقول يجب أن نتحرر في خطابنا الإبداعي عندما نعبر عن قضية الأرض من فعل النحيب والبكاء إلى فعل القضية والتمسك بالأرض والهوية والوطن. صحيح أن الهم كبير لكن ثمن الأوطان أصعب. 

كل الأوطان تقدم دماء طاهرة في سبيل الحرية والمقاومة والأرض وهذا هو الفعل الذي يجب أن ننطلق منه ومن خلاله نفضح شخصية هذا اليهودي الذي يعقد سلاما زائفا؛ تقدم له وردة فيسرق في مقابلها بيتًا.