نادية هناوي: الرواية العربية لن تغفل عن ذكر جرائم الصهيونية بحق الأبرياء
قالت الناقدة العراقية نادية هناوي، إن الرواية العربية في الفترة المقبلة ستستمر في تجسيد الصراع العربي الصهيوني، موضحة: نتوقع أن تصور الرواية العربية ما جرى بعد عملية طوفان الأقصى من جرائم بشعة في حق الأبرياء العزل في غزة ومخيمات جباليا وجنوب لبنان وكيف أن عملية طوفان الأقصى قلبت موازين هذا الصراع وأرعبت الصهاينة وحلفاءهم وجعلت الرأي العام العالمي يستيقظ على حقيقة البشاعة الصهيونية.
وأضافت أن أكثر الصور التي جسَّدتها الرواية العربية في القرن العشرين إلى جانب توظيف الصورة النمطية لليهودي التاجر المرابي والناكث للعهود والماكر المخادع تتمثل في تجسيد بطولات المقاومة الفلسطينية والعمليات الفدائية وفضح ممارسات الكيان الصهيوني العدوانية في اغتيال المثقفين والفدائيين وكشف الأساليب الدنيئة التي مارسها هذا الكيان - بدعم من الامبريالية العالمية – كتوسيع المستوطنات وبناء الشبكات الإرهابية المتخصصة والتجسس والعمالة وحرب العصابات وحياكة المؤامرات.
اليهودي والصهيوني
وفي حديثها مع "الدستور"، أوضحت هناوي: “بدءًا علينا أن ندقق في التسمية فنفرِّق بين اليهودي والصهيوني؛ وبين اليهودية والصهيونية، فاليهودية إحدى الديانات السماوية التي اتخذ منها ديننا الإسلامي الحنيف موقفا إيجابيا، وأكد احترامه لها جميعا، أما الصهيونية فحركة عنصرية لها أهدافها ومخططاتها الشيطانية”.
وتابعت: “ما جرى ويجري من ويلات منذ ما يقرب من قرن من الزمان على أرض فلسطين العربية إنما تقوم به العصابات الصهيونية ربيبة الإمبريالية العالمية التي لا تتردد في اللجوء إلى أخس الوسائل للوصول إلى أخس الغايات، وهذا بعيد عن الشرائع السماوية بيد أن الصهيونية أصرت على أن تصبغ ملامحها وتزينها بمسوح دينية فقرنت حركتها العنصرية الاستيطانية الاستعمارية بمفردة اليهودية مستثمرة ما تعرّض له اليهود في أوروبا من مساوئ، فوجهت أنظارهم إلى فلسطين لاغتصابها من أهلها الأصليين وذلك ينسجم تماما ويتعاضد مع الأهداف الإمبريالية الغربية”.
الصهيونية العنصرية
وشددت هناوي على أن أهم خطوة نتخذها لضرب الصهيونية العنصرية هو التفريق بين اليهودي الحقيقي والصهيوني الشرير، وعكس ذلك يخدم مشاريع الصهيونية العدوانية، ذلك أن مطالبة اليهودي أن يكون يهوديا على وفق شريعته اليهودية السماوية يجرد الصهيونية من أهم مبررات وجودها.
واستطردت: “انطلاقا من العلاقة بين الإيديولوجيا والفن، فإن الرواية العربية جسدت مآسي الشعب الفلسطيني ونظرت إلى الصهيونية والصهاينة كغاصبين عتاة وغزاة دمويين، وليست الرواية العربية وحدها التي سخطت على الصهاينة بل إن بعض الروائيين اليهود عبّروا عن ذلك أيضا وسخطوا وسخروا من الأفكار العنصرية الصهيونية”.
وتوقعت هناوي أن يكون الروائيون الفلسطينيون بتماسهم المباشر مع وقائع الأرض المحتلة وما يعانونه من تعسف واضطهاد مستمرين من لدن الصهاينة هم الأقدر من بين الروائيين العرب على تجسيد صورة اليهودي أو الصهيوني. موضحة: "الأمر كان هكذا على طول الصراع العربي الصهيوني وقد أنجز الروائيون الفلسطينيون كغسان كنفاني وإميل حبيبي وسحر خليفة وغيرهم أفضل النماذج الروائية العربية".