هل أطلق نابليون النار على الأهرامات؟.. جدل المؤرخين حول فيلم "نابليون"
يعرض حاليا فيلم "نابليون"، من إخراج المخرج الثمانيني الشهير ريدلي سكوت، والذي يقدم من خلاله الممثل خواكين فينيكس حياة الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، ويظهر المقطع الدعائي للفيلم جنود نابليون وهم يوجهون مدافعهم باتجاه الأهرامات.
الحقائق التاريخية
علّقت جوان تمبليتي، أستاذ مشارك في التاريخ الفرنسي بجامعة ساوثهامبتون، على الأحداث التي وردت في الفيلم ومنها واقعة قصف الأهرامات قائلة: يواجه مخرجو الأفلام التاريخية مهمة صعبة؛ كيف يمكنهم جعل الشخصيات مألوفة لدى الجمهور دون تحويلها إلى كاريكاتير؟ وكيف يمكنهم التأكد من أن معرفة نتيجة المعارك التي فاز بها أو خسرها، والإمبراطوريات التي بنيت ثم دمرت لن تجعل القصة تبدو وكأنها تكتب نفسها؟.
وتابعت في مقالها بموقع the conversation: المخرج ريدلي سكوت ليس مؤرخًا ومن المفترض أنه يريد الترفيه، وفي كل الأحوال ليس من السهل معرفة نابليون الحقيقي، فهناك نسخة مميزة منه تظهر في الجنرال الواثق والمحبوب من قواته، والقائد العسكري ولكن الكثير من هذه النسخة كان نتاجًا لطبقات من السرد التاريخي، تراكمت بفضل عمل أجيال من الفنانين والصحفيين وكتاب المذكرات، وبطبيعة الحال بفضل نابليون ذاته.
اختراع القصة
وفيما يخص قضية إطلاق النار على الأهرامات، قالت المؤرخة إن الإرث الثقافي للحملة الفرنسية على مصر يمكن معاينته في قسم المصريات بمتحف اللوفر، ومع ذلك فقد كانت الحملة مسرحًا للفظائع، ففي مرحلة ما، تم إطلاق النار على عدة آلاف من الجنود العثمانيين أو دفعهم إلى البحر بناءً على أوامر نابليون، بدلًا من أسرِهم، ومن ثم فلا حاجة لـ "اختراع" قصة أمر نابليون رجاله بإطلاق النار على الأهرامات كما فعل فيلم ريدلي سكوت للتعبير عن الفظائع.
وفي حوار أجراه موقع timeout مع البروفيسور مايكل برويرز من جامعة أكسفورد، وهو أحد الخبراء الأكاديميين عن نابليون، والذي عمل كمستشار التاريخ في الفيلم، قال برويرز: كنا نجلس جميعًا حول الطاولة وكان الجميع يقولون كلمتهم، وكان ريدلي سكوت يتوقف بين الحين والآخر ويشير إلي ويقول: "حسنًا، أخبرني بما حدث بالفعل. وهذا لا يعني أنه كان سيلتزم بها، لكنه يريد أن يعرف".
وبسؤاله إذا كان نابليون قد أطلق مدافعه بالفعل على الأهرامات، أكد برويرز: أبدًا، فمن المؤكد أن هذا لم يحدث خلال حملة نابليون في مصر، وأردف قائلًا: لقد تعلمت أننا لم نكن نصنع فيلمًا وثائقيًا، بل كنا نصنع فيلمًا.