خبير شؤون إسرائيلية "يفنّد" إزدواجية معايير الغرب بشأن تهجير الفلسطينيين
في الوقت الذي ترفض فيه دول العالم استقبال الكثير من اللاجئين وتمارس في حق من تقبلهم سياسات التمييز والعنصرية، مازالت الدول الكبرى تقف مع الكيان الصهيوني في حربه ضد غزة، وتوافقه على الدعوات لتهجير الفلسطنيين إلى بلاد بعينها.
إذ دعمت هذه الدول الكيان المحتل عندما دعا الفلسطنيين إلى النزوح إلى الأردن كما دعمته في دعوته الفلسطنيين للنزوح إلى مصر، وذلك لولا موقف مصر الصارم القاطع الذي أوقفت به كل من سوّلت له نفسه التفكير في التعدي على السيادة المصرية.
لكن هذه الازدواجية في المعايير أثبتت بالأدلة القاطعة أن هناك ميزان عاطل يزن العالم به مواقفه تجاه الحق والباطل لا يرجح فيه إلا كفة المصلحة فقط حتى ولو كانت تلك الكفة هي الكفة الظالمة، وحتى ولو طبق في ذلك ما يعرف بازدواجية المعايير.
في حديثه السابق لـ"الدستور" أكد طارق فهمي، الخبير في دراسات الأمن القومي والشئون الإسرائيليّة أن ممارسات المجتمع الدولي تجاه إسرائيل هي التطبيق الفعلي لازدواجية المعايير، مشيرًا إلى أن تلك الازدواجية قد اتخذتها العديد من الدول الكبرى مبدأً لها بما يحقق مصلحتها وعلى رأس هذه الدول هي الولايات المتحدة، موضحًا أن واشنطن الراعي الأول لما يفعله الاحتلال داخل قطاع غزة من جرائم وحشية وإبادة جماعية، كما أنها من أولى الدول التي وافقته الرأي عندما دعا الفلسطنيين إلى النزوح من أراضيهم وتركها.
وتابع فهمي أن ذلك يتم في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى استقبال المواطنين من دول أخرى، متسائلًا: فلماذا إذن تقبل على غيرها من الدول مالاتقبله على نفسها؟
وأكد طارق أن هذه الدول ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفي الوقت الذي ترفض فيه استقبال اللاجئين وتعامل من تقبلهم على غضاضة بمعاملات تفتقر إلى الإنسانية، فهي تتدخل تدخلًا صارخًا في غيرها من البلدان، وتنادي فيها بحقوق اللاجئين، بل وتوزع اتهاماتها إليهم بالتقصير في حقوق هؤلاء وكذلك فهي تفرض عقوبات على تلك الدول دون حق.
ولفت خبير دراسات الأمن القومي والشئون الإسرائيليّة إلى أن كل من يتابع كافة الملفات السياسية على مر السنوات وأحدثها ملف أثيوبيا وأوكرانيا ثم فلسطين يرى حجم الازدواجية الفاضحة في معايير المجتمع الدولي الذي لا يحترم اتفاقيات ولا مواثيق بل أن القوة هي اللغة الوحيدة المسيطرة فيه.
كما أشار الخبير السياسي إلى أن مصر منذ البداية وعلى الرغم من كافة هذه التحديات من قبل المجتمع الدولي التي تتمثل أبرزها في هذه الازدواجية في المعايير، إلا أنها قد اتخذت موقفًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية برفضها التام لتهجير الفلسطنيين سواء داخل البلاد أو خارجها.