الكنيسة المارونية في مصر تحتفل اليوم بأحد بشارة زكريّا
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بأحد بشارة زكريّا، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لاقَتْ ولادة يوحنّا الشكّ، فغدا والدُه أبكمًا؛ فيما آمنَتْ مريم بولادة الربّ يسوع، فحَبِلتْ به من خلال إيمانها...
العظة الاحتفالية
إنْ كُنّا غير قادرين على سبرِ غور سرٍّ عظيم كهذا لعدم توفّر القدرة أو الوقت، فإنّ ذاك الذي يتكلّم فيكم سَيُعَلِّمُكم بطريقة أفضل، حتّى في غيابي؛ ذاك الذي تستَذكِرونَه بعطف، ذاك الذي استقبَلتُموه في قلوبكم، ذاك الذي أصبحتم هياكلاً له
لقد صَمَتَ زكريّا وفقَدَ النطقَ حتّى ولادة يوحنّا، سابِقِ الربّ الذي أعاد له الكلمة. لقد أُعيدَتْ له الكلمة نتيجة ولادة ذاك الذي هو الصوت. لقد سأل البعض يوحنّا الذي كان يعلن مجيء الربّ: "مَنْ أنتَ؟" فأجابَهم: “أنا صوتٌ صارخٌ في البرية” فالصوت هو يوحنّا، فيما الربّ هو الكلمة: "في الْبَدْءِ كَانَ الكَلِمَة"
وأرانا الله ثلاث درجاتٍ من الغبطة في السماء لكل نفسٍ خَدَمته طواعية على الأرض على أي شكلٍ من الأشكال. فالدرجة الأولى هي شكر المجد الذي ستتلقاه النفس من الرّب الإله بعد أن ترتاح من عذاباتها. وهذا التقدير هو على درجة من الضخامة والمجد بحيث ستشعر النفس وكأنها وصلت إلى قمة سعادتها العظمى وما من سعادة أخرى تفوقها. وأنا كما أرى فإن جميع عذابات الأحياء وأعمالهم لا تكاد تكفي لنستحّق هذا الشكر الذي يتلقاه الواحد لأنه خدم الله عن حُسن نيّة.
أما الدرجة الثانية فهي أن جميع الكائنات المباركة التي تسكن السماء سترى هذا الشكر المجيد لأنه سيُعلِمها جميعًا بالخدمات التي تلّقاها... فأي ملكٍ إذ يشكر رعاياه إنما يغدق عليهم مجدًا كبيرًا، لكن إن أعلنه في جميع مملكته يكون المجد أعظم بكثير. أما الدرجة الثالثة فهي أن هذا الشكر سيكون جديدًا ومُفرحًا على الدوام وإلى الأبد كما كان عندما تلقتّه النفس. وقد أُظهر لي بشديد البساطة واللطف أن عمر كلّ منا سيكون معروفًا في السماء. وسيُجازى كلّ واحدٍ بحسب أعماله ومدّتها. وبصورة خاصة، سيُجازى كلّ من قدّم شبابه لله طوعًا وبحرية جزاءً لا قياس له وسيُشكر بطريقة فائقة الروعة.