رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم السبت.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين الشهيدَين أفلاطون ورومانوس

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين الشهيدَين أفلاطون ورومانوس، واستشهد القدّيس أفلاطون في انقره في عهد الإمبراطور مكسيميانوس في مستهلّ القرن الرابع، أما القدّيس رومانوس، شماس كنيسة قيصرية فلسطين، فقد استشهد في أنطاكية سورية حول سنة 3056.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "في يومٍ من الأيّام، جاء كلّ الرّهبان لرؤية القدّيس أنطونيوس متوسّلين إليه بأن يُخاطبهم. فقال لهم: منذ أن بدأنا ونحن ملتزِمون بطريق الفضيلة، فلنواصل التّقدم حتّى نصل الى هذه الغاية . ولا ينظرنّ أحدٌ الى الوراء كما فعلَتْ زوجة لوط ، لأنّ الرّب قال: “ما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَه على المِحراث، ثُمَّ يَلتَفِتُ إِلى الوَراء، يَصلُحُ لِمَلَكوتِ الله، فالالتفات الى الوراء يعني أنّنا بدّلنا آرائنا وفضّلنا مادّيّات هذا العالم. فلا تخافوا إذا كلّموكم عن الفضيلة ولا تندهشوا عند سماع هذه الكلمة، فالفضيلة ليست بعيدةً عنّا، ولا تنشأ خارج كياننا، بل هي خاصّتنا، الأمر بهذه البساطة طبعًا إذا نحن أردنا الالتزام بها. 
وفي حين يترك الوثنيّون أرضهم ويجتازون البحار لدراسة الآداب، نحن لسنا بحاجةٍ لترك بلادنا بحثًا عن ملكوت السماوات كما ليس علينا أن نجتاز البحار لننال الفضيلة، فالربّ قال: "فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم".
فالفضيلة لا تُكتسب إلّا بإرادتنا لأنّها فينا وتنشأ منّا. فإذا حافظَت النفس على حالتها الذكيّة الّتي تتوافق مع طبيعتها، تنشأ الفضيلة؛ فالنفس تكون في وضعها الطبيعيّ عندما تستقرّ على الحالة الّتي خُلقَتْ بها منذ الأساس: رائعة الجمال وشديدة الاستقامة. لهذا قال يشوع بن نون، إلى الشعب وهو يحثّه "أَميلوا قُلوبَكم إِلى الرَّبِّ، إِلهِ إِسْرائيل" (يش 24: 23). كذلك يوحنّا المعمدان كان يصرخ في البراري: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة" (مت 3: 3). فالاستقامة بالنسبة للنفس هي المحافظة عليها كما خُلِقَت، أي ذكيّة. فحين تنحرف النفس، تبتعد عن حالتها الطبيعيّة وتُصبح شرّيرة. إذًا، الأمر ليس بهذه الصعوبة. لو كان علينا أن نبحث في الخارج، لوجدنا صعوبةً حقيقيّةً، لكن طالما أنّ الفضيلة فينا، فلنحفظها من الأفكار السيّئة ولنحفظ نفوسنا للربّ، كما لو كانت وديعة يتعرّف عليها الرّبّ حين نردّها له، هي هي كما خلقها".