مخاوف من اتساع حرب غزة إلى جبهات جديدة
حذر مراقبون من سيناريوهات اتساع الحرب الدائرة في غزة لتشمل جبهات جديدة على رأسها جنوب لبنان واندلاع مواجهات مباشرة وكاملة مع حزب الله، وكذلك جماعة الحوثي في اليمن، والتي هددت باستهداف أي سفن إسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكذلك تهديد مصالح الولايات المتحدة في منطقة البحر الأحمر.
وهناك جبهات أخرى غير حزب الله والحوثي، ففي سوريا والعراق تتعرض القواعد العسكرية الأمريكية لهجمات يومية من الفصائل المناهضة للوجود الأمريكي هناك، فضلا عن الظروف الدولية التي تحد من قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل على الدخول في حرب مفتوحة مع جبهات متعددة في المنطقة.
وقال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان، إن رقعة الحرب اتسعت بدخول حزب الله، والحوثيين، واستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وغيرها.
حرب إقليمية
وأضاف الوزان لـ"الدستور"، أنه إذا لم تتوقف الحرب خلال أيام، فسوف تتحول لحرب إقليمية، لكن إسرائيل لا تريد المجازفة، لأنها غير مستعدة بسبب مشاكل الولايات المتحدة مع روسيا وأوكرانيا، وكذلك سباقها مع الصين.
وأشار الوزارن إلى أن الحرب مع حماس استنزفت إسرائيل بشكل كبير، والإعلام لا يقول هذا، لكنها أمور يتم تسريبها، وخلال أيام، سوف تقبل إسرائيل أي وساطة أو تدخل لوقف الحرب.
ونوه بأن تهديدات جماعة الحوثي في اليمن يجب أن تؤحذ بعين الاعتبار، فيما يتعلق بأمن الملاحة في البحر الأحمر، والمصالحة الأمريكية الإسرائيلية عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي، فلديهم قوة وتضاريس وبحر ودعم ولا يستهان بقوتهم ومكانتهم في اليمن.
حرب عبثية
من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن الحرب العبثية التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة الأمركية بغطاء من بعض القوى الدولية والإقليمية حرب مصالح، ومن الصعب أن تتوقف في وقت قريب.
وأضاف نعمة لـ"الدستور"، أن إسرائيل ورطت أمريكا في هذه الحرب، والقواعد الأمريكية غي المنطقة تتعرض لهجمات يومية، في العراق وسوريا، وتهاجم أساطيلها في البحر بصواريخ اليمنيين واللبنانيين.
وأوضح أن لبنان قدم ما يقارب ١٠٠ شهيد، بينهم ٦٥ شهيدا لحزب الله، وجبهة الجنوب اللبناني تتوسع يوما بعد يوم، ووباتت إسرائيل تستهدف البيوت والمواطنين والصحفيين والسيارات، محذرا من أن الأيام المقبلة قد تشهد توسعا أكثر في جنوب لبنان، وهو أمر في صالح إسرائيل لغض الطرف عما يجري في غزة من انتهاكات.
وشدد على أنه كلما زادت رقعة العمليات في غزة، فإن المنطقة العربية ستكون في حالة غليان أكبر، لافتا إلى أن التظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي والتي انتشرت في الولايات المتحدة والعواصم الغربية، دليل على وعي هذه الشعوب بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال مدعومة من الإدارة الأمريكية.