تعرف على السيرة التفصيلية للقديس متى كاتب أول الأناجيل بمناسبة احتفال البيزنطيين به
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الرسول متّى الإنجيلي، وبحسب السيرة الواردة لدى الكنيسة البيزنطية فكان القدّيس الرسول متّى أوّل من كتب بين الإنجيليّين، وضع إنجيله باللغة الآرامية، وقد أصبحت لغة يهود فلسطين، منذ الفتح البابلي، ثم نقل منذ العهد الرسولي إلى اللغة اليونانية، لغة العالم اليوناني الروماني، وكانت قد عمّت العالم المتحضر كله على إثر فتوحات الإسكندر في القرن الرابع قبل المسيح.
والكنيسة التي أَقرّت بسلطتها قانونية كتب العهد الجديد، ومنحتها بهذا الإقرار صفة التعبير الرسمي عن كرازتها، أقرت قانونية هذه الترجمة واعتبرتها صورة أمينة، في جوهرها، للأنجيل كما كتبه الإنجيلي متى في الأصل الآرامي، فأضحت هذه الترجمة، بعد ضياع الأصل، النص الرسمي في الكنيسة لإنجيل القدّيس متى.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد اختار ربّنا متّى، جابي الضرائب، ليشجّع زملاءَه ليأتوا معه. لقد رأى الخاطئين، فدعاهم وأجلسهم بقربه، يا للمشهد الرائع: يقف الملائكة مرتعبين، في حين أنّ العشّارين يجلسون فرحين. الملائكة مذعورون بسبب عظمة الربّ، والخطأة يأكلون ويشربون معه. يختنق الكتبة من الكره والغيظ، والعشّارون يبتهجون بسبب رحمته، لقد رأت السماوات هذا المشهد ودُهِشَت؛ رأته جهنّم وجنّت، رآه الشيطان وسخط؛ رآه الموت واضمحّل؛ رآه الكتبة واضطربوا.
كانت الفرحة في السماوات والبهجة عند الملائكة لأنّ المتمرّدين اقتنعوا، والمعاندين تعقّلوا، والخاطئين ارتدّوا، ولأنّ هؤلاء العشّارين بُرّروا، كما أنّ ربّنا لم يتنازل عن تَجرُّع كأس الهوان على الصليب بالرغم من معارضة تلاميذه وخاصّة بطرس (راجع مت 16: 22)، كذلك لم يتنازل عن رفقة العشّارين بالرغم من سخرية أعدائه، لقد استخفّ بالسخرية واحتقر المديح، صانعًا هكذا كلّ ما هو أفضل للبشر.