صحفية صينية: العالم يحتاج لاستقرار العلاقات بين واشنطن وبكين
كشف المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أن الرئيس جو بايدن سيجري محادثات بخصوص الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مع نظبره الصيني شي جين بينج، حيث وصل الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الأربعاء، إلى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الأمريكي جو بايدن.
أهمية التوافق الصيني الأمريكي
ومن جانبها قالت الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا في تصريحات خاصة لـ الدستور: شهدت العلاقات الصينية الأمريكية مؤشرات إيجابية خلال الفترة الماضية، حيث أجرت الصين والولايات المتحدة سلسلة من التبادلات المهمة رفيعة المستوى بينهما وحققت الاتصالات بين الشعبين نتائج، ما لقي ترحيبا عاما لدى مختلف الأوساط في البلدين وحتى المجتمع الدولي، بأن التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين البلدين لا تصب في مصلحة كل منهما فحسب، بل أنها تتوافق مع التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي.
العلاقات الصينية الأمريكية
وأضافت: العلاقات الصينية الأمريكية من أهم العلاقات الثنائية على نطاق العالم، كما أن سبل التعايش بين الصين والولايات المتحدة تحدد مستقبل البشرية ومصيرها وبدأت عملية تطبيع العلاقات بين البلدين قبل أكثر من 50 سنة، الأمر الذي كان تحت الرعاية المشتركة لدى رئيسي البلدين الأسبقين، ما يعتبر اختيارا صحيحا يصب في مصلحتهما ويؤثر على تطور العالم.
وأشارت وفي الوقت الحالي، يواجه العالم تغيرات هائلة، ويحتاج إلى استقرار العلاقات الصينية الأمريكية أكثر مما كان الحال عليه في الماضي. لأن التعايش السلمي والتطور المشترك يفيد كلا منهما والعالم بأسره.
المصالح والمشاغل المشتركة للبلدين
وأوضحت أنه تعتقد الصين دائما أن البلدين، الصين والولايات المتحدة، يجب عليهما أن يكونا شريكين وليس خصمين، من أجل تحقيق نتائج مفيدة للطرفين بدلا من لعبة المحصلة الصفرية، وتتطلع الصين إلى أن تشهد علاقتها مع الجانب الأمريكي نموا مستقرا و تحسنا مستمرا، بدلا من الصراع والمواجهة. وتؤكد الصين دائما ضرورة الاهتمام بالمصالح والمشاغل المشتركة للبلدين، من أجل السعي إلى إيجاد القاسم المشترك الأكبر للتبادلات والتعاون بينهما، حتى يتحقق الفوز المشترك.
الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة
وتابعت لقد أثبت التاريخ والواقع مرارا وتكرارا أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة. ويكون التعاون دائما الخيار الأفضل لكلا الجانبين. تعاون البلدان في الماضي لمكافحة الإرهاب والاستجابة للأزمة المالية الدولية والسيطرة على انتشار فيروس الإيبولا وقيادة الدول الأخرى للتوصل إلى "اتفاق باريس" بشأن مواجهة تغير المناخ...وفي الوقت الحالي، يحتاج البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما عبر الطريق الصحيح، من أجل مواجهة التحديات العالمية المتزايدة، بما فيها انتعاش الاقتصاد العالمي والتسوية السياسية للقضايا الدولية والإقليمية الساخنة وغيرها.
الرئيس الصيني شي جين بينغ
وأضافت ان الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أن العالم كبير، يكفي لتحقيق البلدين الصيني والأمريكي تنميتهما وازدهارهما المشترك وبصفتهما أكبر اقتصادين في العالم، يتجاوز حجمهما الاقتصادي ثلث إجمالي الحجم العالمي، ويحتل عدد سكان البلدين نحو ربع إجمالي عدد سكان العالم، كما يساوي حجم تبادلهما التجاري الثنائي تقريبا خمس إجمالي حجم التجارة لكل العالم، حيث إن للبلدين مصالح متشابكة، اذا فإن نجاح أي منهما يعتبر فرصة، وليس تهديدا للآخر.
العلاقات الصينية الأمريكية تقلبات عديدة مرت بمنعطفات مختلفة
وتابعت أنه خلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الصينية الأمريكية تقلبات عديدة ومرت بمنعطفات مختلفة يرجع السبب الجذري لذلك إلى الانحراف الخطير في فهم الولايات المتحدة وموقفها تجاه الصين، ويتمسك بعض الأمريكيين بعقلية الحرب الباردة، ويقومون بتطويق الصين واحتوائها، ويجري ذلك دائما تحت اسم المنافسة، ما يدفع البلدين إلى كارثة المواجهة وحتى الصراع، ويختلف كل من الصين والولايات المتحدة عن الآخر في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي، إن وجود بعض الاختلافات والمنافسة بينهما أمر لا مفر منه، لكن هذا لا يمنع الجانبين من التعاون على أساس مصالحهما المشتركة، ولا ينبغي أن يصبح سبب مواجهة بينهما لا تمثل المنافسة كل شيء في العلاقات الصينية الأمريكية، لا بد أن تراعي هذه العلاقات الالتزام بالخط الأحمر. وعلى هذا الصعيد، تعتقد الصين أن مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين البلدين تعتبر أهم أساس سياسي لتطوير العلاقات الصينية الأمريكية.
تطوير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة
وأكدت الصحفية الصينية يحتاج تطوير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى جهود مشتركة لدى البلدين والشعبين. وخلال الفترة الأخيرة، ساهمت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين في تعميق اتصالاتهما في مختلف المجالات ودفع تبادل الآراء بينهما بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة، بالإضافة إلى تعزيز التفاهم والتعارف بين الشعبين الصيني والأمريكي. من زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي للولايات المتحدة، حتى زيارات الوفود الأمريكية الشعبية للصين، كل ذلك يعكس مبادرة الصين في دفع الجانبين لإجراء التبادلات والحوارات على مختلف المستويات.
في الوقت الحالي، تقف العلاقات الصينية الأمريكية عند مفترق طرق حاسم، ودائما هذا ما تؤكده الصين أنه في إطار المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، فإنها على استعداد للعمل مع الجانب الأمريكي لتطوير التعاون متبادل النفع وإدارة الخلافات بشكل صحيح، ودفع العلاقات الصينية الأمريكية للعودة إلى المسار الصحي والمستقر في أسرع وقت ممكن.