محلل سياسى: العدوان على غزة كشف ازدواجية معايير الغرب تجاه حقوق الإنسان
قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة إن العالم الغربي المتمثل في الولايات المتحدة ودول أوروبا يعاني ازدواجية كبيرة في المعايير وتقييم الأمور والتعاطي معها.
وأضاف “نعمة”، لـ"الدستور"، أن واحدا من الأمور التي فضحت زيف ادعاءات هذه الدول أنها ترعى الحرية وحقوق الإنسان، الفرق الكبير والتناقض الرهيب في تعاطيها من الحرب الروسية الأوكرانية، وحشد الدعم من أجل الأوكرانيين الذين يتعرضون لـ"احتلال روسي" حسب الرواية الغربية، وطريقة التعامل مع قتل الأطفال والنساء كل يوم في غزة، وإدانة الضحية وتحميلها مسئولية هذه الجرائم.
وتابع: “رأينا استقالة مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في نيويورك بسبب ما وصفه بالصمت على جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وتعرض الفلسطينيين لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومحاولة تهجيرهم من وطنهم”.
ونوه بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعرض لعقوبات غربية قاسية بسبب الحرب التي يقودها على أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط يتعرض الأطفال للقصف، ويهجر الفلسطينيين من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني، والعالم يرفع شعار "لا أرى لا أسمع لا أتكلم".
وشدد المحلل اللبناني على أن المؤسسات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة قد تم اختطافها والسيطرة عليها من قبل الولايات المتحدة والغرب، حتى أصبحت عاجزة عن وقف الانتهاكات الواقعة في غزة.
وأوضح أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وأمانته العامة المتمثلة في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يقوم بدوره المطلوب منه في إدانة وفضح الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
واستطرد: لكن مجلس حقوق الإنسان لا يملك الصيغة الإلزامية للدول مثلما هو الحال في مجلس الأمن الذي تعرقل الولايات المتحدة ودول أوروبا أي مشروع قرار يدين الاحتلال، أو يوقف العدوان على المدنيين، عن طريق استخدام حق الاعتراض "فيتو".
وفيما يتعلق بدعوة مصر لاستقبال سكان قطاع غزة وتوطينهم في سيناء، يرى نعمة أن الأمر له عنوان واحد: جريمة ضد الإنسانية، وتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغها من مضمونها، وهو ما تنبهت له القيادة المصرية وأكدت رفضه جملة وتفصيلا، لما يمثله من تفتييت للحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس.