نتنياهو أمام العاصفة.. مطالب إسرائيلية بقبول مقترح الهدنة وصفقة الفصائل الفلسطينية
أكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، وجود حالة غضب شعبي داخل إسرائيل ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب ملف المحتجزين لدى حركة حماس ورفضه عقد أي صفقة أو وقف إطلاق النار وعقد هدنة من أجل إطلاق سراحهم.
وقالت شبكة "إن بي سي نيوز" أنه على الجانب الآخر من الشارع مقابل وزارة الدفاع العبرية، حيث كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطلب في خطاب ألقاه الاستعداد لحرب طويلة وصعبة في قطاع غزة، كانت الهتافات عالية، ولا هوادة فيها، تعكس موجة غضب شعبية كبيرة وغير مسبوقة من نتنياهو بعد فشله في الإفراج عن المحتجزين والاستمرار في حربه البرية في قطاع غزة وقصف عشوائي ومكثف، ومطالب بقبول صفقة الفصائل الفلسطينية.
مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد تفاقم العدوان على قطاع غزة
وتابعت أنه في مظاهرة قرب برج الوزارة يوم السبت، ردد شخصان يحملان مكبرات الصوت أعيدوهم إلى المنزل الآن"، لمدة 20 دقيقة على الأقل، وردد وراءهم حشد قوامه المئات: "الآن".
وأضافت أنه بينما تكثف إسرائيل عملياتها البرية ضد حماس وتقصف غزة من الجو، فإنها تعمل في الوقت نفسه على الدفاع عن تلك العمليات أمام عالم غاضب بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة، ولكن ربما يكون الضغط الأكثر حدة على نتنياهو يأتي من عائلات الـ240 إسرائيليًا الذين ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس.
وأشارت إلى أن استمرار احتجاز الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر حتى الآن، كان أحد العوامل الرئيسية التي تؤجج الغضب الإسرائيلي ضد نتنياهو، بالإضافة إلى إلقاء اللوم على نتنياهو لفشله في حماية الإسرائيليين من الهجوم، يعتقد الكثيرون أنه لم يكن استباقيًا أو متعاطفًا أو تواصليًا بما فيه الكفاية مع عائلات المحتجزين، كما يرفض قطاع عريض من الشعب الإسرائيلي منح الأولوية للحملة العسكرية في غزة على حساب العودة الآمنة للمحتجزين.
وقال مايكل ليفي، الذي يُعتقد أن شقيقه الأصغر أور، 33 عامًا، من بين المحتجزين، إنه يخشى أن يُقتل أو يُصاب شقيقه في تبادل إطلاق النار.
وتابع: "أعلم أن شقيقي وباقي المحتجزين موجودون في غزة، كيف يتم قصف القطاع بهذا الشكل وتعريض حياة المحتجزين للخطر".
وأضافت أن الشعب الإسرائيلي يؤيد وبقوة صفقة الفصائل الفلسطينية بتبييض السجون الإسرائيلية، أي الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتابعت أن مجموعة حملة منتدى المحتجزين والعائلات المفقودة تحولت إلى قوة دولية، حيث تستضيف مؤتمرات صحفية، وتعقد مؤتمرات صحفية وتجتمع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من زعماء العالم.
وقام أعضاء المجموعة بتحويل الساحة خارج متحف تل أبيب للفنون، مقابل وزارة الدفاع، إلى ساحة احتجاج، وينتقد المواطنون نتنياهو؛ لأنه التقى بأفراد العائلات مرتين فقط.
اتهامات متبادلة وفوضى سياسية في إسرائيل
وأكدت الشبكة الأمريكية أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاجاري، قال في مؤتمر صحفي إن الحكومة الإسرائيلية والجيش سيواصلان بذل كل جهد، واستغلال كل فرصة، لإعادتهم إلى ديارهم، وكرر نتنياهو نفس الكلام، لكن الانقسامات بينه وبين أجهزته الأمنية والاستخباراتية بدأت تطفو على السطح.
وتابعت أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين 87٪، يثقون في الجيش، وفقا لاستطلاع للرأي أجراه الأسبوع الماضي معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وأظهر استطلاع آخر نشره المعهد يوم الثلاثاء أن 7% فقط يثقون بنتنياهو أكثر من الجيش.
تأييد إسرائيلي لصفقة الفصائل الفلسطينية وعقد هدنة
وقالت أييليت ساميرانو، 52 عامًا، التي كان ابنها جوناثان، 22 عامًا، من بين الأشخاص الذين تم احتجازهم مشيرة إلى أنه يتعين أن تكون المهمة الأولى للحكومة الإسرائيلية إعادة المحتجزين مرة أخرى.
وأوضحت أن المقترح الأفضل هو مبادلة الرهائن بالسجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، وهي الفكرة التي اكتسبت زخمًا في الأيام الأخيرة.
وتقول منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية إن ما يقرب 5 آلاف فلسطيني محتجزون لأسباب أمنية، من بينهم 147 قاصرًا، وتطالب الفصائل الفلسطينية بالإفراج عنهم.
وأفادت الشبكة الأمريكية، أن 43% من الإسرائيليين يؤيدون مسار العمل هذا، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، كما حدث عام 2011، عندما أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1000 فلسطيني مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي المختطف.
وتابعت أن الضغوط الشعبية تأتي بعد تكذيب الكثيرين الرواية الإسرائيلية بأن إسرائيل نجحت في تحرير محتجزة من حماس، حيث قال مايكل ليفي إن الأمر غير مقنع، والحكومة غامضة في كل التفاصيل.