أتى الرد عليهم من التوراة.. أكذوبة شعب الله المختار فى إسرائيل
العديد من الأكاذيب والتحريف لدى اليهود والصهاينة، وهي أكاذيب استندوا في بعضها للتوراة وقاموا بتحريف المعنى، تمامًا مثل نبوءة إشعياء وغيرها.
وحول أكذوبة شعب الله المختار يقول الدكتور والخبير الأثري شريف شعبان: "عادة ما تروج الصهيونية وأبواقها إلى أفكار تعتمد على ليّ الأحداث التاريخية وتزوير الحقائق. ومن أشهر تلك الأكاذيب أكذوبة شعب الله المختار، حيث يذكر سفر التثنية (2:14) (لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.). وتلك الفوقية الإيمانية جاءت مع تجاور بني إسرائيل مع العديد من الشعوب مثل مصر القديمة وموآب وإيدوم والفلسطينيين وغيرهم، ومن هنا الاختيار هو أساس التفوق لدى الكثير من الحاخامات.
ويضيف: "ولكن يأتي الرد على تلك النقطة من قلب التوراة نفسها، فنجد أيضًا في سفر إشعياء (3) "اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ»". فيأتي توبيخ الرب لهم لانحرافهم عن الطريق القويم وبعدهم عن عبادة الرب الواحد في مقارنتهم بالحيوانات، حيث نرى أن الحيوانات صارت أحكم منهم، فهي تعرف ما ينفعها وبالغريزة تسير وراء صاحبها، ولكن الخطية هي أسوأ أنواع الجهل، فهي تُسْقِط الإنسان لدرجة أقل من الحيوان، بينما يصف النبي إرميا أورشليم وما أصابها من الأعداء (لأن الرب قد أذلها لأجل كثرة ذنوبها، ذهب أولادها إلى السبي قدام العدو).
ويواصل: "ونجد أنه على مدار التاريخ، أسقط بنو إسرائيل عن أنفسهم عهدهم مع الله، حين خانوا نبيهم موسى وعبدوا العجل، فما أن تركهم النبي موسى حتى تأثروا بالربة حتحور في سيناء عندما رأوا نقوشها والقائمين على تقديسها فزاغت قلوبهم للوثنية مرة أخرى. ولم تكن تلك الفعلة الشنعاء هي الأولى، فما أن وصلوا إلى الأرض المقدسة تفككوا وأصبحوا عشائر مفككة متناحرة فيما بينهم، وتغلغلوا بين الأقوام التي جاورتهم بالمصاهرة والجيرة، فأخذوا من تقاليدهم وتعودوا بعاداتهم، بل وصل الأمر إلى أنهم تركوا عبادة الرب الواحد وتناسوا وصية كل من يشوع وموسى وانحرفوا لعبادة الأوثان فنزلت عليهم لعنة الرب بيد ملوك كنعان يبطشون بهم وينكلون بهم ويستعبدونهم شر استعباد.
وفي عصر القضاة كان كلما قدم إليهم قاض من الأسباط ليصلح أمرهم اعتدلوا طيلة حياته، وبعد أن يموت ينجرفون مرة أخرى لما عبده أهل كنعان ويزدادون في فجورهم وفساد أخلاقهم، كما فعل أسلافهم مع موسى حين مالوا لعبادة العجل.
ويختتم: "وهنا نصل إلى أن هذه المكانة لا تمنح بني إسرائيل أي تفوق عنصري، وهذه المكانة مستمرة فقط طالما حافظ الإسرائيليون على عهدهم مع الله، ولكن على مدار التاريخ لم يحافظوا على هذا العهد أبدًا".