جيورزاليم بوست: إسرائيل تخشى مواجهة مباشرة مع حماس وتكرار مأساة حرب لبنان
أكدت صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية أن إسرائيل تواجه أول اختبار حقيقي في الغزو البري لقطاع غزة، حيث يخشى الكثيرون من تكرار مأساة حرب لبنان وسقوط عدد كبير من الجنود والضباط الإسرائيليين في أي معركة، كما يخشى الجيش الإسرائيلي من مواجهة مباشرة مع حماس.
وتابعت أنه بين عشية وضحاها، أصيب مقاتلان إسرائيليان وضابط وجندي صغير بجروح خطيرة مع اتساع نطاق الغزو، في ظاهر الأمر، هذه الحادثة صغيرة وقد حدثت عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن يبدو أنها تعني الكثير لضباط وجنود الجيش.
استراتيجية الغزو البري والخوف الإسرائيلي من مواجهة حماس مباشرة
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه في الواقع، وبالنظر إلى مقتل 1400 إسرائيلي، غالبيتهم العظمى في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وقتل أو جرح جنود الجيش الإسرائيلي في كمائن نصبتها حماس أو حزب الله عبر الحدود كل يوم تقريبًا، فإن هذه الخسائر الجديدة، رغم أنها مأساوية، لا يبدو أن لها أهمية خاصة في الحسابات الاستراتيجية الأكبر.
وأشارت إلى أن كل الخسائر حتى الآن كانت في الأساس تتعلق بمحاولة استعادة الأمن على الحدود، في حين أن هذه الخسائر الجديدة تتعلق بالغزو المضاد المختار، حيث مات المئات من الجنود الإسرائيليين في عملية طوفان الأقصى، كما قُتل وجُرح العشرات منذ 7 أكتوبر لمنع حماس أو حزب الله من القيام بعمليات اقتحام جديدة أو نصب كمائن على الحدود.
وأضافت أنه بالرغم من الدعم الأمريكي المطلق للغزو البري، فإن حجم المخاطر التي سيواجهها جنود الجيش الإسرائيلي في محاولة هزيمة حماس كلها متغيرات قيد المناقشة ويمكن تغييرها، حيث من الممكن أن تلجأ إسرائيل إلى سياساتها السابقة فيما يتعلق بالتعامل مع حماس، وهي متلازمة حرب فيتنام، من خلال عدم التعامل بشكل مباشر مع حماس كما حدث في جولات الحرب السابقة منذ عام 2008.
وتابعت أنه بعد خسارة الولايات المتحدة الحرب في فيتنام، بما في ذلك خسارة عدد كبير من الجنود، رفضت واشنطن لأكثر من 15 عامًا استخدام القوات البرية بأي كمية كبيرة حتى حرب الخليج عام 1991، كما أنه منذ حرب لبنان الأولى عام 1982، امتنعت إسرائيل بشكل عام عن القيام بأي غزوات كبيرة.
وأوضحت أن حرب لبنان الثانية عام 2006، وحرب غزة 2008- 2009، وحرب غزة عام 2014 كانت هي الأوقات الوحيدة التي انخرطت فيها إسرائيل حقًا في غزو الأراضي التي انسحبت منها، وكانت كل واحدة من تلك الغزوات محدودة للغاية.
ضغوط عالمية كبرى لمنع الغزو البري
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه في ظل الضغوط العالمية ضد غزو أوسع نطاقًا- ومع قلق الحكومة بشكل واضح بشأن خسائر الجيش الإسرائيلي أثناء الغزو لدرجة أنها أخرت الغزو لمدة أسبوعين تقريبًا من الموعد الذي كان من الممكن أن يبدأ فيه لوجستيًا لأول مرة- هل سيكون لدى صناع القرار الثبات والتصميم على إنجازه؟ هل هدفهم المعلن هو إسقاط حماس فعليًا؟ أم أن الخسائر المتزايدة في صفوف الجنود الإسرائيليين خلال الغزو ستؤدي إلى جعل استراتيجية الغزو أكثر حذرًا فيما يتعلق بحماية القوة؟، وهو الأمر الذي سيجعل في مرحلة ما من الصعب إنجاز مطاردة قوات حماس بشكل كامل في أي نفق.
وتابعت أن كمائن حماس هي الخطر الحقيقي، حيث يظهر المقاتلون التابعون للحركة بشكل مفاجئ من الأنفاق، فضلًا عن أبواب المنازل المفخخة والطائرات بدون طيار وجميع أنواع حرب المدن التي تفتقر إسرائيل إلى خبرتها بصورة كبيرة.