بعد عودة الإنترنت.. صحفى فلسطينى يكشف لـ"الدستور" عما حدث فى غزة
عقب يوم من انقطاع خدمة الإنترنت وكل وسائل التواصل مع قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال، ليلة عنيفة من القصف المدمر خلف عشرات الشهداء ومئات الجرحي والمصابين دون أعين العالم.
وكشف في السطور التالية سمير خليفة صحفي فلسطيني من قطاع غزة عما حدث تلك الليلة وماذا فعل الاحتلال وما هدفه من ذلك.
يقول خليفة: خلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في يومها الثالث والعشرين أكثر من 8 آلاف شهيد وعشرين ألف جريح، تلك الحرب التي تستخدم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مختلف الأسلحة الفتاكة ضد الفلسطينيين بين القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة بواسطة الطائرات وقذائف الدبابات والزوارق الحربية التي تجتمع كلها لتدك المنازل على رءوس ساكنيها دون إنذار، وتخلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء تحت الأنقاض في مشهد سريالي ربما لم يشاهده العالم حتى في الحرب العالمية.
ويضيف خليفة، لـ"الدستور": عقب عودة شبكة الإنترنت إلى قطاع غزة مرة أخرى، فإن إسرائيل تقول في وسائل إعلامها إنها تلاحق حركة حماس لكن الواقع عكس ما تروج له تمامًا، نحن هنا في غزة ونرى ما يحدث أكثر من أي أحد آخر، كيف تلاحق إسرائيل حركة حماس وهي تدك منازل المدنيين فوق رءوسهم وتتطاير أشلاؤهم الممزقة والمحترقة مع قوة الانفجارات.
وتابع خليفة تصريحاته: "ربما لا يعرف البعض الطبيعة الديمغرافية في قطاع غزة فالقطاع هو أكثر مناطق العالم كثافة سكانية مقارنة بمساحته الجغرافية، حيث يعيش ما يقارب من مليوني وربع نسمة في ثلاثمائة وخمسة وستين كيلومترًا مربعًا وهو ذات أبنية متلاصقة مع بعضها البعض عندما تقصف الطائرات الإسرائيلية منزلًا واحدًا يهدم 5 منازل آخرين بجواره على رءوس ساكنيه وهنا ترى المذبحة الجماعية للأطفال والنساء والشيوخ، ناهيك عن مسح مربعات سكنية كاملة بشكل مقصود ومتعمد إلى جانب إطلاق قنابل الفسفور الأبيض الحارق على مربعات سكنية لتحرق أجساد أسر وعائلات بأكملها، وبعد كل هذا تروج إسرائيل لروايتها أنها تستهدف حركة حماس، أي عقل يصدق ذلك؟".
الطواقم الطبية تبذل جهودًا خارقة للوصول لمناطق القصف وإنقاذ الضحايا
وحول وجود الطواقم الطبية في قطاع غزة، يشير خليفة إلى أن تلك الطواقم في سيارات الإسعاف تبذل مجهودًا خارقًا للوصول إلى المنازل التي تقصفها الطائرات والدبابات الإسرائيلية، فهي تجد صعوبة كبيرة للوصول بسبب قصف الشوارع والأزقة وحتى إن وصلت فأعداد الشهداء والجرحى يفوق قدرة هذه الطواقم على نقلها فيضطر المواطنون من لديه سيارة أو عربات تجرها الحيوانات مساعدة الطواقم في انتشال الشهداء والجرحى ونقلهم، والبعض يلملمون أشلاء الأطفال والنساء من بين الركام، وآخرون يحاولون إزالة ما يتمكنون من إزالته من الركام لانتشال الشهداء وربما من بقي حيًا تحت الركام الذين يصدر بعضهم استغاثات، لكنها مهمة صعبة فركام المنازل المدمرة يحتاج إلى معدات كبيرة وكثيرة تفوق قدرة طواقم الدفاع المدني وآلياته المتواضعة المنتشرة في كل أنحاء قطاع غزة.
ووضح الإعلامي الفلسطيني أنه ما زال أكثر من ألفي مواطن معظمهم من الأطفال والنساء مدفونين تحت أنقاض المنازل وربما بعضهم ما زال على قيد الحياة لكن لا يستطيع أحد الوصول إليهم.
واختتم خليفة تصريحاته: "هنا في غزة أينما تسير إن استطعت تشم رائحة الموت في كل حي وشارع وزقاق هنا تذبح غزة من الوريد إلى الوريد، وما زال القصف الإسرائيلي مستمرًا حتى الآن".