تقرير أمريكى: الفلسطينيون متمسكون بالأرض ولن يكرروا سيناريو نكبة 1948
قالت شبكة "إن بي سي نيوز" (NBC) الأمريكية، إن الفلسطينيين يرفضون مغادرة أراضيهم بسبب قصف إسرائيل، لأنهم يخشون أن يكون هجرانهم لبلدانهم بمثابة نكبة جديدة كما حدث في نكبة 1948، فضلًا عن أنهم متأكدون أن خروجهم من فلسطين يعني عدم العودة إليها مجددا وحل القضية الفلسطينية.
تفاصيل مخطط تهجير الفلسطينيين
وأوضحت الشبكة الأمريكية، في تقرير لها، أن الفلسطينيين يرفضون الخروج من أراضيهم مما يثير ذكريات "النكبة" المؤلمة.
وقالت نوار دياب، من فلسطين، إنه عندما صدر أمر الإخلاء الإسرائيلي بمغادرة شمال غزة، أجبرتهم الغارات الجوية على الانتقال ثلاث مرات في خمسة أيام، وتابعت: "نخشى أن نشهد تكرارا لشيء رأته في الصور القديمة وسمعت عنه من أجدادها".
وأوضحت "دياب"، في مقابلة عبر الهاتف مع الشبكة الأمريكية: "لقد رأيت نزوح الفلسطينيين، فقد شعرت وكأنني أحلم وهذا ليس حقيقة".
وأكد الفلسطينيون في غزة، وكذلك أعضاء الشتات الفلسطيني، لشبكة NBC News، أنهم يخشون أن تستخدم إسرائيل عملية حماس في 7 أكتوبر 2023 لطرد الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة.
وقالت الشبكة الأمريكية إن الفلسطينيين يعتبرون التهجير من بلدانهم نكبة جديدة، في إشارة إلى التهجير القسري لما يقدر بنحو 750 ألف فلسطيني من منازلهم عندما تأسست إسرائيل في عام 1948 وخلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، قامت بعض الميليشيات اليهودية بذبح المدنيين الفلسطينيين، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وأجبر مئات الآلاف منهم على الفرار من منازلهم، وفقًا للأمم المتحدة.
مؤامرة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين
من جهتها، زعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها لا تنوي احتلال قطاع غزة أو طرد الفلسطينيين بشكل دائم، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في برنامج "واجه الصحافة" على شبكة "إن بي سي"، إن الإسرائيليين "ليس لديهم أي نية أو رغبة على الإطلاق في إدارة غزة بأنفسهم".
ولكن بعض الأعضاء اليمينيين المتطرفين في حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيدون فكرة طرد الفلسطينيين، وبعد ساعات من الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر، نشر عضو الكنيست أرييل كالنر دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نكبة أخرى: "الآن، هدف واحد: النكبة! نكبة ستطغى على نكبة 1948".. "النكبة في غزة والنكبة لكل من يجرؤ على الانضمام!".
وقال المؤرخ رشيد الخالدي، من معهد الدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا: "هذا نوع من الحدث المؤلم الجماعي في أذهان معظم الفلسطينيين، ففي عام 1948 تم طرد غالبية السكان العرب في فلسطين من منازلهم، وهذه هي الأشياء التي يتذكر الناس سماعها من أجدادهم وآبائهم".
وأكد دانييل سيدمان، وهو محامٍ إسرائيلي، أن بعض الإسرائيليين اعترفوا بوقوع النكبة، مشيرا إلى أنه على مدى سنوات ظل الإسرائيليون ينكرون وجود نكبة 1948، وقال سيدمان: "إنها خطيئتنا الأصلية"، فيما يرفض اليمين الإسرائيلي هذا الرأي بشكل قاطع.
من جهته، قال أمجد شبات، من سكان مدينة غزة وهو كاتب فلسطيني، إنه تردد عندما سمع عن أمر الإخلاء الذي يدعو إلى هروب ما يعادل 1.1 مليون شخص إلى الجنوب، ولم يكن يرغب في مغادرة المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته وابنته البالغة من العمر عامين. إن "هذا الرقم أعلى من عدد الأشخاص الذين هُجروا من قراهم ومدنهم خلال النكبة، وهذا أمر مرعب، وأنا الآن غير متأكد مما إذا كان سيكون لديها منزل لتعود إليه عندما تهدأ الأعمال العدائية".
تفاصيل مخطط إسرائيل لتهجير الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل وتديرها السلطة الفلسطينية جزئيًا، انتقل الخوف من التهجير عبر الأجيال، حيث تتذكر ديانا بوتو، الكاتبة والمحامية الفلسطينية وخريجة جامعة ستانفورد والتي كانت متحدثة باسم منظمة التحرير الفلسطينية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنها سمعت قصصًا من والدها، الذي كان عمره 9 سنوات أثناء النكبة.
وقالت بوتو، التي تعيش في رام الله، إحدى أكبر المدن في الضفة الغربية: "أنا هنا اليوم، أم، وابني يبلغ من العمر 9 سنوات، وهو نفس عمر والدي أثناء النكبة، وأشعر بما كانت تتحدث عنه جدتي والقرار الذي كان عليها اتخاذه في عام 1948".