الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بحلول ذكرى القديس إيلاريون الكبير
تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول ذكرى القديس إيلاريون الكبير، وعاش القدّيس ايلاريون في غزّة، في جنوب فلسطين، في عهد الامبراطور قسطنطين الكبير. وقد جاء الاسكندريّة سعيًا وراء العلم، ونال فيها سرّ العماد المقدّس. وإذ سمع بحياة البار انطونيوس الكبير، ذهب اليه وعاش بالقرب منه تلميذًا له في التنسّك. ثم رجع إلى بلاده واستوطن القفار. ولقد منحه الرب موهبة النبوءة. وقد مات في الثمانين من عمره سنة 371.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أمّا الذين لم يقبلوا الإنجيل بَعد، فإنّهم مرتبطون بشعب الله بطرق شتّى. بادئ ذي بدء، ذلك الشعب الذي اقتبل العهد والمواعيد، ومنه خرج الرّب يسوع المسيح بحسب الجسد؛ شعب محبوب من حيث الاختيار، من أجل الآباء، لأنّ مواهب الله ودعوته هي بلا ندامة. ولكن تصميم الخلاص إنّما يشمل الذين يعترفون بالخالق.
وحتّى الذين يفتّشون بعد وتحت الأشكال وفي الصور عن إله يجهلونه، ليس الله ببعيدٍ عنهم، لأنّه هو الذي يمنح الجميع حياة ونفَسًا وكلّ شيء، ولأنّه كمخلِّص يريد أن يقود كلّ الناس إلى الخلاص وأيضًا أولئك الذين، بدون خطأ منهم، يجهلون إنجيل الرّب يسوع المسيح وكنيسته، إنّما يفتّشون عن الله بنيَّة صادقة، ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم إرادته، التي تُعرَف لديهم، من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضًا يبلغون إلى الخلاص الأبدي. ولا تمنع العناية الإلهيّة المعونات الضروريّة للخلاص، عن الذين بدون ذنبٍ منهم، لم يتوصّلوا بعد إلى معرفة الله الصريحة، ويعملون على أن يسيروا سيرة مستقيمة بمساعدة النعمة الإلهيّة. وكلّ ما يمكن أن يوجد عندهم من خير وحقّ، إنّما تعتبره الكنيسة تمهيدًا للإنجيل، وعطيّة من ذلك الذي ينير كلّ إنسان، لكي تكون له الحياة في النهاية.
غالبًا ما خدع إبليس البشر، فضَلّوا في تفكيرهم واستبدلوا حقيقة الله بالباطل، وعبدوا المخلوق دون الخالق... لذا، تضع الكنيسة كلّ اهتمامها في تشجيع الرِّسالات، لمجد الله وخلاص النفوس، متذكّرة وصيّة المخلِّص: "اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين"