رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صبحى موسى: أدعو لتعاون مختلف الأطراف لبناء خطة ثقافية تواجه التحديات

حفل توقيع تحولات
حفل توقيع "تحولات الثقافة في مصر"

قال الشاعر والروائي صبحي موسى إن كتابه "تحولات الثقافة في مصر" هو محاولة لإعادة النظر فيما طرحه طه حسين عن مستقبل الثقافة بالنظر إلى وضعنا الثقافي الراهن، مشيرًا إلى أن الثقافة قد شهدت على مدار عقود القرن الماضي الكثير من التحولات والتبدلات التي تحتاج لدراسة للوقوف على سبل التغلب عليها والنهوض بالوضع الثقافي المصري. 

تحولات الثقافة في مصر

جاء ذلك، خلال حفل توقيع كتابه "تحولات الثقافة في مصر"، الصادر مؤخرا عن داري "بيت الحكمة" و"النسيم"، في مبنى قنصلية بوسط البلد مساء الخميس، بحضور مدير مكتبة الإسكندرية أحمد زايد والدكتور كمال مغيث الخبير في المجال التعليمي والتربوي، وعدد من الكتاب والمثقفين. 

 

أشار موسى إلى أنه منذ صدور كتاب عميد الأدب العربي طه حسين "مستقبل الثقافة في مصر" ولم يصدر كتاب يحلل الحالة الثقافية وما تحتاجه الثقافة المصرية للنهوض، منوهًا بأهمية العمل على خطة ثقافة لمواجهة العديد من التحديات الجديدة على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية، وهو ما يحتاج إلى تضافر مختلف الجهود. 

جهود العمل الثقافي

أوضح موسى أن كتابه يتتبع جهود العمل الثقافي على مدار القرن المنصرم بما يسهم في توضيح النقاط المضيئة في وزارات الثقافة على مدار السنوات للاستفادة من نقاط القوة التي ميّزت كل وزارة في العمل على خطة جديدة تناسب تحديات العصر. 

 

ولفت إلى أن الثقافة ينبغي أن تغطي كل جوانب الحياة لأنها كل متكامل، ولكن كانت المشكلة التي جابهتها الثقافة بالعهد الناصري هي ربطها بتأييد النظام، أما المشكلة الأكبر التي شهدتها وزارة الثقافة في عهد الرئيس الأسبق مبارك فكانت في عدم اهتمامها بتنمية العقول، ما أدى إلى بزوغ الإسلام السياسي وتحقيقه للنجاح والانتشار الجماهيريين.

رؤية الدولة للثقافة

ومن أجواء الكتاب: جرت كثير من التحولات التي شهدتها الدولة المصرية، وفي كل تحول كانت خطة الثقافة أو رؤية الدولة للثقافة وطرق تعاملها معها تتغير، فدائما ما كانت الثقافة مرتبطة برؤية الدولة وتوجهها، إذ أنها الداعم الأول لها، فضلا عن كونها المالك الأول لآليات التقنين والتشريع في المجتمع، ومن ثم يمكنها أن تتيح فعلا ثقافيا بعينه، أو أن تقوم بتجريمه ومنعه، هكذا نجد أنه من الضرورة التوقف أمام المؤسسات الثقافية الحكومية بالدرجة الأولى، حيث أنها البوابات الأهم والأعظم في فعل التثقيف، فهي التي تغذي الوعي العام بما تريده الدولة، وفقا للقوانين التي تتيح وتمنع، كما أنها لديها من المرتكزات الكبرى في الوعي العام ما يؤهلها لإعادة صياغته، أو توجيهه في الأطر المرغوب فيها، ولا يتوقف الأمر عند حدود مؤسسات وزارة الثقافة، فهي تمثل جزءا من كل، وهي ليست الجهة الوحيدة القادرة على تشكيل وصياغة الوعي، بل إن عملها النوعي لا يجعلها تحتل دور الصدارة في هذه المهمة. وربما كانت المؤسسة الوحيدة المؤهلة فيها للعب دور حقيقي في الشارع المصري هي الهيئة العامة لقصور الثقافة، نظرا لتاريخها بدءا من الجامعة الشعبية، وصولا لما هي عليه الآن، وامتلاكها نحو ستمائة موقع على مستوى الجمهورية، ما بين بيوت وقصور ومكتبات ونوادي، وجميعها بمثابة مراكز ثقافية شبه معطلة، لأسباب كثيرة سنرصد بعضها في هذا الكتاب، مما أثر بالسلب على عملها، بل وأفرغ المجتمع المصري من الحضور الثقافي الجاد، وتركه نهبا للفكر التقليدي والأصولي، فراوح المجتمع في مكانه لسنوات طويلة، وأصابته الردة لسنوات أطول. 

 

يذكر أن صبحي موسى شاعر وروائي صدرت له عدد من المجموعات الشعرية فضلًا عن أعمال روائية من بينها "الموريسكي الأخير"، و"أساطير رجل الثلاثاء"، و"نقطة نظام"، و"صلاة خاصة".