صبحي موسى: ما يحدث في غزة يذكرنا بمأساة الموريسكيين
قال الكاتب الروائي والقاص صبحي موسى تعليقا على التطورات المأساوية التي يشهدها الشعب الفلسطيني: “ما يحدث في غزة جريمة إنسانية بكل المقاييس، وإعلان رسمي عن سقوط ما يسمى بالمجتمع الأممي، فقد وقفت الأمم المتحدة عاجزة عن إدخال مساعدات إنسانية لأكثر من مليوني إنسان محاصرين تحت الضرب بالصواريخ طيلة الوقت”.
وأضاف موسى في تصريح لـ"الدستور": "بل والأدهى المطالبة الإسرائيلية بتهجيرهم القسري إلى مصر. وهو ما يذكرنا بجرائم غربية كثيرة، بدءا من مأساة الموريسكيين التي كتبت عنها "الموريسكي الأخير"، مرورا بإبادة الهنود الحمر في أمريكا، وصولا إلى ضرب ناجازاكي وهيروشيما بالقنبلة النووية".
وأشار موسى إلى أن للأسف الموقف العربي مزعزع وغير قوي ولا واضح، ربما مصر والأردن هما اللتان أعلنتا موقفا صريحا من قضية التهجير القسري، لأن كلا منهما مضار بشكل مباشر، أما بقية الحكومات العربية فلم نشهد استدعاء لسفير إسرائيلي واحد، وليس طرد له. وما زال البعض يراهن على حسابات التطبيع التي لم يعد لدوافعه أي وجود، فإسرائيل التي يسعون للاحتماء بها لا تستطيع حماية نفسها، فما الداعي لتطبيعهم إذن؟
ولفت موسى إلى أن “يمكن القول إن ما يحدث الآن هو عرض لشيء كبير، وهو عودة تعدد الأقطاب، ويمكن الحرب الباردة بين قطبين كبيرين، لكن الأطراف اللينة في مختلف أنحاء العالم هي التي تدفع ثمن التوتر بين الأقطاب المتعددة، وما يحدث في فلسطين لا يختلف عما يحدث في السودان أو ليبيا أو العراق أو غيرها”.
وختم موسى: “لكن مأساة فلسطين ليست التقسيم ولكن النهاية، فلم يعد لديهم ما يخسرونه، وليس أمامهم سوى أن يقدموا أرواحهم على مذبح العنصرية المقيتة ضد العرب، كي يرتكب الغرب جريمته الجديدة على مرأى ومسمع العالم أجمع، دون أن يتمكن أحد من قول كلمة حق، وان من حق الفلسطينيين وطنا آمنا وفقا للقرارات والمواثيق الدولية. لكن من يسمع ذلك فالأمم المتحدة تحولت إلى شكل فولكلوري من أيام الحرب العالمية الثانية”.