سفيرة فلسطين بباريس: نتطلع إلى دور فرنسى بنَّاء لوقف العدوان الإسرائيلى
أعربت هالة أبوحصيرة، سفيرة فلسطين لدى فرنسا، عن تطلعها إلى أن تلعب باريس اليوم دورًا بناءً لوقف العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.
وقالت هالة أبوحصيرة، خلال مؤتمر صحفي: "ننتظر اليوم من فرنسا أن تلعب دورًا بناء، لوقف العدوان الاسرائيلي أولًا، ورفع الحصار عن غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، فهذه المساعدات الإنسانية هى مسئولية إسرائيل، القوة المحتلة، وقوة الاحتلال هي التي يجب أن توفر الاحتياجات الأساسية التي تسمح ببقاء الشعب تحت الاحتلال على قيد الحياة".
وأضافت أن فرنسا طالما ما كان لها دور نشط وبناء للغاية في المنطقة من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وأشارت أبوحصيرة، في حديثها، إلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي العربي المعمداني، قائلة: "مرة أخرى، أدت تبعات الحرب العدوانية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ارتكاب مذبحة بحق الآلاف من المدنيين الفلسطينيين بعد استهداف المستشفى الأهلي العربي الذي لجأوا إليه، فهذا العمل سيظل وصمة عار على جبين الإنسانية إلى الأبد، وشاهدًا على الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود دون اتخاذ خطوات لوضع حد لها".
وأضافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل البنية التحتية المدنية، وبشكل خاص المستشفيات، فمنذ بدء أعمال الإبادة الجماعية الجارية، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء 22 مستشفى في غزة، كما سبق أن قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مستشفيات، من بينها مستشفى بيت حانون المركزي، ومستشفى القدس، التي أعادت فرنسا تأهيلها بعد قصفها من قبل إسرائيل عام 2009، ومستشفى الدرة للأطفال.
3478 شهيدًا فلسطينيًا
وأعربت سفيرة فلسطين عن أسفها لاستشهاد أكثر من 3478 فلسطينيًا حتى الآن منذ بدء العدوان على قطاع غزة، و62 شهيدًا في الضفة الغربية، مشيرة إلى أنه لا يمكن الحصول على معلومات أكثر عن الوضع هناك في ظل عدم التمكن من الوصول إلى هناك ومعرفة الوضع على الأرض وفي ظل انقطاع الاتصالات وفي ظل مقتل العشرات من الصحفيين المتواجدين في غزة خلال القصف.
وقالت إن 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعانون، أمام أعين العالم أجمع، من وحشية الإبادة الجماعية، فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي فرض عقاب جماعي على جميع سكان قطاع غزة، وهذا هو التطهير العرقي.
وتابعت أن كل مبدأ من مبادئ القانون الدولي يتم انتهاكه، بينما يُحرم ملايين الأشخاص من إنسانيتهم، ويتعرضون للقتل والمجاعة والتهجير القسري، دون نهاية في الأفق أو تحقيق للعدالة، بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة وتوجيه تهديدات بالقتل الجماعي.
كما شددت على أن أي موقف لا يُحمل إسرائيل، القوة المحتلة، المسئولية عن الجرائم التي ارتكبت على مدى 75 عامًا الماضية، ولا يطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، "يتعارض مع إنسانيتنا جميعًا".
وأكدت على أن "القانون الدولي لم يُكتب لكي نتذكره، بل لكي يُطبق دون تمييز. ولهذا نطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، ووقف إطلاق النار"، مضيفة أنه يقع على عاتق المجتمع الدولي، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفرنسا المسئولية القانونية والأخلاقية للعمل على وضع حد لهذه المذابح التي تُرتكب، مشيرة أيضًا إلى أن دولة فلسطين ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لوضع حد لهذه الجريمة ومحاسبة المسئولين عن أفعالهم.
وأضافت سفيرة فلسطين لدى فرنسا: "حان الوقت للعمل ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. فأي ديمقراطية في عام 2023 يمكن أن تبرر مثل هذه الأعمال بحق السكان المدنيين، وغالبيتهم من الأطفال، وكم عدد الأطفال الذين يجب أن يسقطوا من كلا الجانبين حتى يتحرك المجتمع الدولي؟".
كما وجّهت حديثها للإعلام الفرنسي، قائلة "أخاطب وسائل الإعلام الفرنسية، أتطلع إلى أن تكون متوازنة ولكي تعكس حقيقة ما يحدث في فلسطين، حيث إنني ومنذ بداية هذا العدوان، نرى الشعب الفلسطيني مجردًا من إنسانيته، فمن يموت اليوم هم الأطفال وليسوا شياطين ولا إرهابيين، إنهم أطفال لم يعرفوا سوى الحصار والحروب ويتطلعون إلى الحصول على حريتهم وعلى كرامتهم".
وختمت قولها: "إنني أعول عليكم لإظهار الواقع في فلسطين ليس فقط في قطاع غزة ولكن أيضًا في الضفة الغربية، حيث يجب ألا ننسى الاستيطان، وعنف وإرهاب المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأيضًا يجب ألا ننسى الحواجز الأمنية والقدس الشرقية التي تخضع لسياسة تطهير عرقي كاملة، حيث تتعرض المقدسات والمسلمون والمسيحيون على حد سواء للتهديد"، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.