من الخروج إلى مارفل.. كيف بررت هوليوود جرائم الإسرائيليين فى فلسطين؟
التحيز المتأصل في أفلام هوليوود للإسرائيليين وتبريرها جرائم الحرب في فلسطين معروف منذ عقود، بدءًا بفيلم الستينيات "الخروج" من إخراج أوتو بريمينجر، الذي لعب فيه النجم الأمريكي بول نيومان دور البطولة، الذي قدم مبررًا تاريخيًا زائفًا لاحتلال فلسطين، وأدى إلى تضليل الرأي العام العالمي وتشويه صورة الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
تأسيس اليهود كبريات شركات الإنتاج في هوليوود
بدا ذلك التحيز واضحا بعد تأسيس رجال أعمال يهود شركات إنتاج سينمائية داخل الولايات المتحدة، لا تزال من كبريات استوديوهات هوليوود لعل أبرزها وارنر برازرز، وبارامونت، وكولومبيا بيكتشرز، وإم جي إم وغيرها، بالإضافة إلى الاستعانة بممثلين وصناع أفلام إسرائيليين في هوليوود.
وطوال عقود، كانت دولة الاحتلال موجودة إلى حد كبير في أفلام هوليوود بطريقة ذكية وفعالة لربط الإسرائيليين بأجواء إيجابية لدى المشاهد الأمريكي والعالمي.
فيلم الخروج
تلك التحركات والآليات أدت إلى تغيير كبير في توجيه الجماهير الأمريكية والعالمية تجاه الإسرائيليين وتزييف قضيتهم من خلال الرسائل الموجهة في أفلام أمريكية عديدة، من بينها فيلم “الخروج” في عام 1960، الذي يعد أكثر الأفلام الصهيونية تأثيرا على الجمهور الأمريكي والغربي، حيث خلق التعاطف مع اليهود الهاربين لإيجاد وطنهم الموعود.
فيلم ميونيخ
ويأتي فيلم ميونيخ عام 2005 الذي قام بإخراجه ستيفن سبيلبرج، الذي يتداخل بشكل كبير ضمن السياق الثقافي للغزو الأمريكي للعراق كجزء مما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب" التي شنتها واشنطن، حيث تم انتهاك حقوق الإنسان على نطاق عالمي.
وكان فيلم "ميونيخ" بمثابة تبرير لجرائم الإسرائيليين في فلسطين وأنها تخوض حربا على الإرهاب بنفس مقاربة أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي أطلقت بعدها مصطلحها الشهير الحرب على الإرهاب الذي منحها حق انتهاك سيادة الدول وشن غاراتها وعملياتها في العراق وأفغانستان وسوريا وعدة دول بالشرق الأوسط راح ضحيتها الأطفال والأبرياء.
مسلسل أرض الوطن
أيضا المسلسل الأمريكي Homeland "أرض الوطن" الذي يحظى بشعبية واسعة لم يكن مجرد حجة أمريكية أخرى مؤيدة للإسرائيليين تبرر الحروب والعنف الإسرائيلي، فالمسلسل نفسه، وهو واحد من أكثر البرامج العنصرية والمعادية للإسلام على شاشات التليفزيون الدولي، تم تصميمه بالكامل على غرار المسلسل الإسرائيلي "هاتوفيم"- "أسرى الحرب" أو "المختطفون"، وتم إدراج كاتب ومخرج المسلسل الإسرائيلي، جدعون راف، في النسخة الأمريكية من "أرض الوطن"، حيث يعمل كمنتج تنفيذي.
شخصيات إسرائيلية في عالمي مارفل ودي سي
وفي سياق تلميع الشخصية الإسرائيلية، قامت شركة مارفل بإدخال شخصية بطلة خارقة تدعى "صبرا" واسمها الحقيقي روث بات سراف عميلة في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في فيلمها المقرر عرضه العام المقبل "Captain America: Brave New World" والتي تقوم بدورها الممثلة شبرا هاس.
وأظهرت استوديوهات مارفل من خلال إضافة شخصية "صبرا" الإسرائيلية إلى طاقمها من الأبطال الخارقين، تجاهلها التام لحملة الانتقادات الضخمة التي قام بها ملايين المعجبين حول العالم الذين احتجوا في عام 2017 على إدراج الجندية الإسرائيلية السابقة، والممثلة الحالية جال جادوت، في "Wonder Woman" ضمن أفلام "دي سي"، لأنها من المؤيدات القويات للحكومة والجيش الإسرائيلي.
تطبيع جرائم الحرب في فلسطين
ومع ظهور شخصية "صبرا" العام المقبل في عالم مارفل، يشعر العديد من العرب والمسلمين الناشطين المؤيدين لفلسطين في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم بالغضب، حيث إن تقديم شخصية إسرائيلية عادية، بهدف مجرد تطبيع إسرائيل، دولة الفصل العنصري، في نظر جمهور مارفل الشاب القابل للتأثر، شيء مرعب، لكن الأمر الأكثر رعبا هو تطبيع جهاز استخبارات دولة الاحتلال، الموساد، المعروف بالعديد من الاغتيالات الدموية والتخريب والتعذيب.
ومن هنا فإن تأثير الإسرائيليين المتزايد على أفلام هوليوود يعد مزيجا من عدة عناصر لتطبيع أولئك الإسرائيليين الذين ينفذون جرائم الحرب في فلسطين، ويساهم أيضا في حقن الأولويات الإسرائيلية كجزء من الواقع الأمريكي والعالمي اليومي.