السفير حسين هريدى: إسرائيل تخطط لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان غزة إلى سيناء منذ الستينيات
- شدد على أن سيناء موجودة فى الحسابات الإسرائيلية عسكريًا واستراتيجيًا
- شارون أراد فى 2005 فصل الضفة الغربية عن غزة وتوريط مصر فى إدارة القطاع بالانسحاب
- إخراج أكثر من مليونى غزاوى إلى الجنوب ومواصلة حصارهم يجعلهم أمام خيارين فقط: البحر أو مصر
- تدمير القدرات العسكرية لـ«حماس» ثم «حزب الله» يهدف فى النهاية لتهيئة الأجواء لضرب إيران
- السؤال الآن: إذا اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة وتحطمت حماس.. مَن سيحكم القطاع؟
قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يوجه ضربات شرسة وانتقامية لأهالى غزة، فى محاولة للتغطية على إخفاقه فى حماية الحدود الجنوبية لإسرائيل مع القطاع، مؤكدًا أن إسرائيل تخطط منذ فترة طويلة لتهجير الفلسطينيين إلى أجزاء من سيناء. وأضاف «هريدى»، فى حواره مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، ببرنامج «الشاهد» المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ينبغى وضعه فى إطاره التاريخى وفى إطار استراتيجية إسرائيلية، بموافقة أمريكية، لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن أمريكا، تحت إدارة جمهورية أو ديمقراطية، تقف وراء الاستراتيجية الإسرائيلية، لأنها تخدم المصالح الأمريكية فى المنطقة. ولفت إلى وجود هدف استراتيجى آخر لما يحدث حاليًا من هجوم انتقامى كاسح، وهو «تقليم أظافر الميليشيات والجماعات العربية المسلحة الموالية لإيران بصورة أو أخرى، والتى سترهق إسرائيل فى مواجهتها مع إيران»، محذرًا من مخاطر وصعوبات على مصر بعد اجتياح غزة وتدمير حكم حركة حماس.
■ بعد عملية «طوفان الأقصى» بدأ العالم يتحدث عن خطة الوطن البديل للفلسطينيين فى سيناء، ما تعليقك على جدية هذا الطرح؟
- فى الفترة من ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٤، كنت أتولى الملف الإسرائيلى فى وزارة الخارجية المصرية، وهى الفترة التى تبلورت فيها خارطة الطريق، وتبنت إدارة بوش الابن حل الدولتين، حيث صدر قرار بإجماع مجلس الأمن للدول دائمة العضوية والدول غير دائمة العضوية يتبنى حل الدولتين، وأذكر كيف ضغطت إدارة بوش على إسرائيل لتقبل خارطة الطريق.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية فى هذا التوقيت هو أرئيل شارون، ومن غير المعروف أن شارون وحكومته قالوا سنقبل بخارطة الطريق لكن بتحفظات، ومن ضمن هذه التحفظات عدم الاعتراف بمبادرة السلام العربية فى ٢٠٠٢ فى بيروت، وأصل مبادرة السلام العربية مقابلة بين الملك عبدالله، خادم الحرمين الشريفين، وبين الصحفى الشهير الأمريكى توماس فريدمان.
أما ما نراه الآن من تصاعد للأحداث فى غزة فهو محاولة لاستعادة الردع الإقليمى من وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية، لأن وزير خارجية أمريكا زار إسرائيل، واجتمع مع رئيس الحكومة، وفى هذا اللقاء أعطت أمريكا الضوء الأخضر لإسرائيل لاجتياح قطاع غزة.
وأخطر شىء فى لقاء وزير خارجية أمريكا برئيس الحكومة الإسرائيلية أن وزير خارجية قوى عظمى يقول «أنا هنا ليس فقط بصفتى وزير خارجية أمريكا، وإنما بصفتى يهوديًا»، وهو ضوء أخضر للاجتياح.
إن حشد الأرتال العسكرية الإسرائيلية على حدود قطاع غزة خطوة أولى لتنفيذ الاجتياح، وإسرائيل ستنتظر الضوء الأخضر بعد أن تتأكد من أن الآلة الإعلامية أنجزت مهمتها بإيهام الرأى العام العالمى بأن إسرائيل تمارس حق الدفاع عن النفس، مع مراعاة الجوانب الإنسانية بالحفاظ على أرواح المدنيين، لكن إسرائيل أخذت الضوء الأخضر لاستعادة ما يسمونه فى واشنطن وفى تل أبيب الردع الإقليمى.
والهدف ليس كما أعلن نتنياهو وهو سحق حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية، ولكن الهدف أبعد من هذا بكثير، لأن نتنياهو أدرك أن نهايته اقتربت، وهى يعانى سياسيًا فى الداخل، ويدرك أن ما حدث فى ٧ أكتوبر فى جنوب إسرائيل أنهى حياته السياسية بطريقة لم تتبلور بعد، لأن هناك لجان تحقيق ستمارس عملها فى عملية «طوفان الأقصى».
أما بالنسبة للجيش الإسرائيلى، فيريد أن يغطى على إخفاقه فى حماية الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة، وبذلك هناك شراسة من القادة فى الانتقاد والانتقام، ولكن هناك رأى أبعد من ذلك، وهو أن ما يجرى فى إطار التمهيد لتوجيه ضربة لإيران، لأنه دائمًا عندما يثار موضوع توجيه إسرائيل ضربات عسكرية لإيران كانت التحفظات والمخاوف تدور حول تعرض إسرائيل لهجمات متزامنة من حماس وحزب الله اللبنانى، وكان السؤال الرئيسى: هل تستطيع إسرائيل التعامل على أكثر من جبهة؟
لذلك أعتقد أن الهدف الاستراتيجى الأبعد هو تقليم أظافر الميليشيات والجماعات العربية المسلحة الموالية لإيران، بصورة أو أخرى، والتى سترهق إسرائيل فى مواجهتها مع إيران، وبالتالى التعامل فى المرحلة الحالية مع حماس يأتى من منظور قراءة أوسع للإقليم.
إسرائيل تريد تحطيم البنى التحتية العسكرية لحماس، وهذا ما يفسر التقارير الغربية التى تحاول توريط إيران فى عملية «طوفان الأقصى». وإذا تابعنا تصريحات البيت الأبيض فى هذا الشأن، سنجد أنها تشير إلى أنه ليس هناك دليل على تورط إيران، ولكن من الممكن أن تظهر أدلة مستقبلًا بناءً على المعلومات الاستخباراتية.
ونحن بصدد إعادة ترتيب الأوراق فى المنطقة، فى ضوء استراتيجية أمريكية إسرائيلية بحجة السلام والتطبيع وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، وأن مقابل هذا سيكون هناك تنازلات مزدوجة للسلطة الفلسطينية من أجل أن تنخرط فى إعادة ترتيب المنطقة.
ستقدم إسرائيل بعض التنازلات للسلطة الفلسطينية، لكن الهدف النهائى سيكون تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، وهذا ما تشهده المنطقة بالفعل منذ أن طرح الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب صفقة القرن.
■ كيف ترى الحراك الإعلامى المتناقض بشأن تهجير الفلسطينيين لسيناء؟
- هو جس نبض لرد الفعل المصرى، ولكن هو مخطط ومحسوم، لأنه فى عام ١٩٦٣ سافر رئيس وزراء إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى طريقه نزل إلى باريس، والتقى أحد الجنرالات، وأول شىء سأله لهذا الجنرال: «إيه أخبار سيناء؟»، وكانت هذه الفترة بين العدوان الثلاثى ٥٦ والعدوان الإسرائيلى فى ٦٧، ولم يُجب الجنرال بإجابة قاطعة، وبذلك سيناء تظل حتى دون معاهدة سلام ضمن رؤية الجانب الإسرائيلى والغرب لحل القضية الفلسطينية.
لا ينبغى علينا أن نعتقد أن سيناء خارج الحسابات الإسرائيلية، لأن سيناء موجودة فى الحسابات الإسرائيلية عسكريًا واستراتيجيًا أو مستقبلًا فى حالة وجود ما يسمونه بالسلام الاقتصادى فى المنطقة.
وليس بالضرورة كل سيناء، ولكن الأجزاء الملاصقة لقطاع غزة، وأحد الأسباب الرئيسية لانسحاب إسرائيل من قطاع غزة فى ٢٠٠٥، فى عهد شارون، هو نقل مسئولية قطاع غزة لمصر، والهدف الآخر المتصل بما يدور حاليًا أن تصفية القضية الفلسطينية لن يتحقق دون فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، حتى يتسنى لإسرائيل التعامل مع السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية بشكل منفرد، وأن تنقل تبعية قطاع غزة لمصر، لأن إسرائيل لا تريد أن تتحمل مسئولية إدارة القطاع.
■ هل التصعيد الإسرائيلى الأخير تجاه قطاع غزة يهدف إلى تنفيذ مخطط الوطن البديل فى سيناء؟
- بالتأكيد، لأنه إذا اجتاحت القوات الإسرائيلية القطاع فالسؤال الذى يطرح نفسه: إلى متى ستظل إسرائيل داخل القطاع؟، وفى حال تحطمت حماس مَن سيحكم القطاع؟، لأن حماس تحكمه منذ يونيو ٢٠٠٧، بعد الانقلاب على السلطة الفلسطينية، وهى حكومة الأمر الواقع وهى المسيطرة، وخلال ١٦ عامًا سيطرت على العقول وعلى كل مناحى الحياة بالقطاع.
والسلطة الفلسطينية ليس لها وجود فى قطاع غزة، وهناك بعض الأنصار لفتح لكن ليس بالشكل الذى يجعلهم قادرين على إدارة القطاع، دون التعاون مع إسرائيل أو مصر، والتعامل مع مصر سيلقى بمسئولية أخلاقية كبيرة علينا.
وجزء كبير من الغزاويين لن يغادر غزة إلا بالقوة العسكرية، وإسرائيل طالبتهم بالرحيل من شمال غزة للجنوب، والعودة بأمرها، وإذا لم يحدث أمر بالعودة لأهل غزة فماذا سيحدث؟ وإلى متى سيظلون فى الجنوب؟ وكيف ستكون معيشتهم؟ ومن سيتحمل كل ذلك؟
تسعى إسرائيل فى إطار التعامل مع القضية الفلسطينية لإلقاء مسئولية قطاع غزة على مصر، سواء صاحبه لجوء أو نزوح.
ويجب أن نفرق بين اللجوء والنزوح والتوطين، فاللجوء مطروح فى ظل العمليات العسكرية بإعلان إسرائيل أن يتجه أهل غزة للجنوب وألا يعودوا إلا بإذن منها، وإذا لم يصدر هذا الإذن لمدة عام أو أكثر فإن ٢ مليون و٤٠٠ ألف فى قطاع غزة سيكونون على مقربة من الحدود المصرية، وإذا صاحب ذلك تشديد الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة فلن يكون أمام أهل غزة إلا حلان، إما البحر أو مصر، ويجب أن نستعد لهذا اليوم.
■ كيف بدأت حكاية الوطن البديل وتطورت؟
- فكرة الوطن البديل فى المفهوم الإسرائيلى هى أن الفلسطينيين فى الضفة الغربية يتوجهون للأردن، لأن الأردن لا يبعد كثيرًا عن الضفة الغربية، وكان يحكمها قبل ١٩٦٧، وهذه فكرة شارون.
واليهود المتعصبون يطلقون على الضفة الغربية يهودا والسامرة، والرئيس السادات وقت مفاوضات السلام كان يقول الضفة الغربية، وكان اليهود يقولون يهودا والسامرة.
موقع غزة فى مشروع الوطن البديل أن تكون مسئولية مصر، وشارون نفسه هو صاحب فكرة انسحاب إسرائيل من غزة فى ٢٠٠٥، فى إطار الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى بعيد المدى فى كيفية إخضاع الضفة الغربية بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية.
ومنذ طرح مبادرة القرن نعيش تنفيذ هذه الاستراتيجية بمراحل مختلفة، وما يحدث فى غزة مرتبط بطريقة أو بأخرى بهذه الاستراتيجية المتمثلة فى أن تكون مصر المسئولة عن إدارة قطاع غزة، والاستراتيجية مبنية على اقتطاع ٧٢٠ كيلومترًا من سيناء من حدودنا من رفح حتى مدينة العريش، ومقابل ذلك تحصل مصر على أراضٍ فى صحراء النقب، وأن تسمح لها إسرائيل بإنشاء ممر برى بين مصر والعقبة، وهى فكرة قديمة سبق طرحها ورفضتها مصر.
فى وقت سابق، جرى طرح فكرة بشأن اللاجئين الفلسطينيين، وهى أحد عناصر الحل النهائى للقضية الفلسطينية، التى تشتمل على الحدود، والقدس الشرقية، والمستوطنات، خاصة الكبرى منها التى تشمل أكثر من ٤٠٠ ألف مستوطن، واللاجئين، والتعويضات.
وبالنسبة لعنصر اللاجئين، كان هناك مقترح بتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على بعض دول الغرب، مثل كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وأى دولة غربية أخرى توافق على قبول أعداد رمزية منهم.
هذا المقترح يمكن أن يتم طرحه خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل الأحداث الدائرة، وذلك سيتسبب فى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فقد وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين فى وقتنا الحالى إلى أكثر من ٥ ملايين لاجئ، ومن وجهة نظر إسرائيل وأمريكا يجب إيجاد حل لهذا العدد.
■ ما سيناريوهات حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؟
- من ضمن السيناريوهات الدائرة حاليًا من قبل الجانب الإسرائيلى، سيناريو الدولة الواحدة، بدلًا من الدولتين، التى تضم فلسطين وإسرائيل سويًا، لكن نتنياهو أجهض هذه الفكرة نهائيًا فى ٢٠١٨، حين استصدر قرارًا من الكنيست الإسرائيلى بقومية دولة إسرائيل لليهود فقط، دون دخول أى عناصر أخرى، وهذه الأهداف بعيدة المدى، لكن يتم تنفيذها على مراحل طويلة، فالعالم العربى يعتمد على «تكتيك» معين، وإسرائيل بجانبها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعتمد على استراتيجية كبرى.
التعامل التكتيكى الذى تعتمد عليه الدول العربية يشبه ما يحدث حاليًا من انشغال العالم العربى والرأى العام كله بالهجوم الذى شنته المقاومة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، وكيفية رد إسرائيل على هذه الأمر، وبالفعل المؤسسات الإعلامية العربية تعمل على تغطية ذلك طوال الوقت، ونحن نتابع الأحداث فقط دون أن نربطها ببعضها بعضًا، لكن الدول الغربية تعتمد فى تعاملها مع الأزمات على الخطط الاستراتيجية، ففى أبريل عام ٢٠٠٤ استقبل بوش «شارون» لتبادل خطابات رسمية بعدم عودة إسرائيل لحدود ما قبل يونيو ١٩٦٧.
وقضت الخطابات الرسمية بين الجانبين باحتفاظ إسرائيل بالمستوطنات الكبرى، وهذه الخطابات لم يتم إلغاؤها إلى الآن، ولا يتم الحديث عنها، لكنها صادرة عن البيت الأبيض وموقّعة من قبل الحكومة الإسرائيلية، فهذه هى رؤيتهم لإدارة الأمور بعيدة المدى، فى ظل انشغال العالم العربى بالأمور التكتيكية.
■ كيف كان شكل المشروع الصهيونى بعد حرب ٧٣؟
- بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ أخذت مصر زمام مبادرة السلام بفعل النصر الكبير الذى حققناه، وهو نصر عسكرى نادر من نوعه فى ظل الاستحكامات وخط بارليف، فزمام المبادرة ظل معنا حتى تم توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.
وإسرائيل تنتهك دائمًا معاهدة كامب ديفيد ومعاهدة السلام، من خلال انتهاكها حقوق الشعب الفلسطينى، فالرئيس الراحل محمد أنور السادات فرض إرادته فى هذه المعاهدات من خلال الربط بين السلام المصرى الإسرائيلى وتسوية القضية الفلسطينية.
وإسرائيل تنتهك هذه المعاهدة بشكل شبه يومى، من خلال ما ترتكبه من جرائم داخل فلسطين طوال الوقت، كما يجب التذكير بأن مصر كانت قد دخلت فى مفاوضات الحكم الذاتى مع إسرائيل، والمفهوم المصرى للحكم الذاتى يتلخص فى انسحاب الاحتلال من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال ٥ سنوات عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأن ينقل السيادة إلى الفلسطينيين.
والجانب الإسرائيلى لم ير الأمر من ذلك المنظور حينها، كان يرى فقط أن الحكم الذاتى ليس السيادة على الأرض، وأن الحكم الذاتى هو إدارى فقط، وبعد مفاوضات استمرت أكثر من عام قرر الرئيس السادات سحب وفد المفاوضين المصريين، بعد أن وجد تعنتًا إسرائيليًا وتأييدًا أمريكيًا لعدم الالتزام بما ورد فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
اليوم، نحن نعود مرة أخرى إلى استراتيجية الردع الإقليمى، التى تدعم أحقية إسرائيل دائمًا بأن يكون لديها اليد العليا فى هندسة شكل خريطة الشرق الأوسط، خاصة بعد ٧ أكتوبر تحديدًا.
■ هل بإمكان إسرائيل وحدها تحقيق مبدأ الردع الإقليمى؟
- إسرائيل لا تستطيع بمفردها أن تنفذ فكرة الردع الإقليمى، وهنا الردع يشمل إيران والجماعات التابعة، مثل حزب الله وحماس، وثالثًا القوات الإيرانية التى توجد فى سوريا، وكذلك سوريا، وهى آخر دولة عربية حاربت إسرائيل، ولم تصل معها إلى سلام، وهناك رسالة مبطنة أخرى إلى الدول الأخرى فى الشرق الأوسط، بأن إسرائيل ستحتفظ دائمًا باليد الأقوى فى المنطقة، وهذا يخدم التحركات الأمريكية الحالية فى الشرق الأوسط، وبالعودة إلى استراتيجية الأمن القومى الأمريكى، التى صدرت فى أكتوبر ٢٠٢٢، والجزء الخاص منها بالشرق الأوسط، نجد أنه كان من المخطط نقل إسرائيل إلى الولاية العسكرية للقيادة المركزية الأمريكية.