رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بتذكار قائد المئة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بتذكارالقدّيس لونجينوس قائد المئة الواقف بإزاء الصليب، وتذكر التقاليد القديمة أنه قائد المئة الرومانيّ الذي اشرف على تنفيذ الحكم بالاعدام بيسوع والمصلوبين معه، كان اسمه لونجينوس. وأصله من كبادوكية. وانّه على أثر الايمان الذي انبثق نوره في نفسه عندما أسلم يسوع الروح، رفض الفضّة التي عرضها عليه رؤساء اليهود ليخفي قيامة يسوع، وغادر مع رفيقين له في الجيش الروماني وعاد إلى بلاده يكرز بألوهة المسيح. غير أن بيلاطس الوالي، اذ اغراه اليهود بالمال، شكى لونجينوس إلى الامبراطور طبياريوس فأمر هذا بأن يقطع رأسه ورأس رفيقيه. وارسلت هامته المكرّمة من كبادوكية إلى المدينة المقدّسة حتى يتأكّد لليهود ولبيلاطس انه مات.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم". أعلن الرّب يسوع المسيح بقوله هذا إلى تلاميذه ما كان يتوافق مع نبوءات الأنبياء لأنّهم كانوا قد تنبّأوا بموته الذي كان سيحصل في أورشليم... نحن نفهم لماذا كان على كلمة الله أن يعاني آلام الجلجلة، هو الذي ما كان يمكن أن يتألّم بطريقة أخرى؛ لأنّ الإنسان ما كان ليخلص بغير هذا السبيل. هو وحده عرف ذلك، ومَن كشف لهم عن ذلك. والحقيقة أنّه عرف كلّ ما يأتي من الآب؛ إذ إن "الرُّوحَ يَفحَصُ عن كُلِّ شَيء حتَّى عن أَعماقِ الله

"أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟" لقد كان من المستحيل ألاّ تحدث الآلام، كما أكّد الرّب يسوع بنفسه عندما سمّى التّلميذين "قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء" كونهما لم يعرفا بأنّ "على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه". والحقيقة أنّه أتى ليخلّص شعبه، وتخلّى "عمّا كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم". هذا الخلاص كان الكمال الذي يجب أن يتمّ بالآلام، والذي سيُمنح لخاق حياتنا، وفق تعاليم القدّيس بولس: "كانَ يَحسُنُ به أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهم مُكَمَّلاً بِالآلام" 

نرى كيف أنّ مجد الابن الوحيد، الذي حُجب عنه خلال فترة وجيزة لصالحنا، أعيد له على الصليب في الجسد الذي أخذه. نقل القدّيس يوحنّا في إنجيله عن الرّب يسوع قوله: "مَن آمنَ بي... ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد. ما سمّاه مجده هو موته على الصليب. لذلك، عندما كان يصلّي قبل أن يوضع على الصليب، طلب الربّ يسوع من الآب أن يعطيه "ما كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم".