تطهير عرقى وفقد الدعم الغربى.. خسائر إسرائيل من الغزو البرى لغزة
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن مطالبة الاحتلال الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم بمثابة تطهير عرقي وجزء آخر من استراتيجية الغزاة، وهى محاولة وحشية لتطهير القطاع الشمالي من مقاتلي حماس، ومن شأن ممارسات إسرائيل وتهديدها بالغزو البري لقطاع غزة أن يفقد الاحتلال الإسرائيلي الدعم الغربي الواسع الذي يتمتع به.
قصف وحشي ونوايا إسرائيلية سيئة
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه من المؤكد أن نوايا إسرائيل للتطهير العرقي للفلسطينيين قد تم التنبؤ بها من خلال ما كان بالفعل قصفًا جويًا لا يرحم، ما أسفر عن مقتل قرابة 2500 فلسطيني، ثلثهم من الأطفال.
وأضافت أنه تم تدمير أحياء بأكملها، مثل حي الرمال في مدينة غزة، وقالت القوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي إنها أسقطت 6 آلاف قنبلة على أهداف تابعة لحماس بحلول يوم الخميس، وضربت 750 هدفًا آخر في صباح اليوم التالي.
وأشار مارك جالاسكو، محقق سابق في جرائم الحرب بالأمم المتحدة، إلى أن ذلك يعادل تقريبًا أكبر عدد من القنابل التي أسقطتها قوات حلف شمال الأطلسي في عام واحد في أفغانستان والتي بلغت 7423 قنبلة.
وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن الحقيقة شبه المؤكدة هى أن الغزو البري سيكون دمويًا، ومن الممكن أن يتسبب في تراجع الدعم الغربي الواسع لإسرائيل، مع مقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين أو بقائهم محاصرين دون حراك، أو مأوى أو غذاء أو كهرباء.
وتابعت أنه هناك أيضًا سؤال حول ماهية استراتيجية إسرائيل على المدى المتوسط إذا تمكنت من السيطرة على النصف الشمالي من غزة، سيكون من المنطقي أن ننظر إلى الجنوب؛ فالتوغل الذي يهدف إلى القضاء على حماس كقوة مسيطرة لن يكون له معنى إلا إذا كان الاحتلال شاملًا، كان هذا هو السبب، على نطاق أوسع، وراء الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان لمدة عشرين عامًا ردًا على هجمات 11 سبتمبر.
وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، إن هدف إسرائيل هو القضاء على حركة حماس، ولكن باعتبارها السلطة الحاكمة في غزة، فهي متأصلة بعمق في مجتمعها.
تدمير غزة وفخ المقاومة الفلسطينية لإسرائيل
وقال إتش إيه هيلير، المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن سيطرة إسرائيل على قطاع غزة يصاحبها تدمير القطاع بالكامل واستبدال حماس بإدارة عسكرية تابعة لها سيكون عليها مواجهة المقاومة الفلسطينية إلى ما لا نهاية.
وذهب حسن الحسن، خبير شئون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أبعد من ذلك، متسائلًا عما إذا كان هناك أي استراتيجية عسكرية قابلة للتطبيق باستثناء التطهير العرقي الكامل لغزة من شأنها أن تؤدي إلى هزيمة دائمة لحماس، وعن ما إذا كانت إسرائيل تسير في الفخ الذي نصبته لها حماس والمقاومة الفلسطينية أم لا.