"شهادة نجاح".. كيف قضت الدولة على فيروس "سى" فى سنوات قليلة؟
تصدت الدولة المصرية لفيروس «سى»، حيث كانت تحتل المرتبة الأولى عالميًا فى إصابة مواطنيها به، وبذلت مجهودًا عظيمًا فى توفير وسائل الكشف والعلاج لجميع المرضى.
ومنحت منظمة الصحة العالمية، مصر، الشهادة الذهبية، بعد القضاء على فيروس «سى»، بفضل الخطوات التى اتخذتها الدولة المصرية، والتى تستعرضها «الدستور» مع خبراء الطب، خلال السطور التالية.
محمد حسانى: جميع الجهات المعنية تكاتفت لإنهاء هذا الكابوس
قال الدكتور محمد حسانى، مساعد وزير الصحة لشئون المبادرات الصحية، إن مصر حققت المستوى الذهبى فى القضاء على فيروس «سى».
وأضاف أن ذلك تحقق من خلال ٥ محاور أساسية تضمنت؛ مأمونية الدم، والحقن الآمن، والتشخيص، والعلاج، وملف خفض الضرر، وبناء على تلك المحاور الخمسة تتم محاسبة الدول على جهودها ضد فيروس سى، وهو ما حققته مصر لتصبح أول دولة خالية من الفيروس.
وأكد أن مصر حققت كل المعايير الخاصة بخفض الضرر من الإصابة بفيروس «سى»؛ رغم صعوبتها الشديدة، واستطاعت مصر اجتيازها وحصولها على الشهادة الذهبية، وحاليًا تجهز ٥ دول كبرى، من بينها إنجلترا، ملفاتها للحصول على إشهاد منظمة الصحة بخلوها من فيروس «سى».
وأضاف: «مصر الدولة الوحيدة التى تقدمت وخضعت للتقييم مرتين، إحداهما من اللجنة الإقليمية، والأخرى من اللجنة الدولية، وفى المرتين حصلنا على تصويت اللجنتين بالإجماع، على أن مصر تستحق فعلًا شهادة خلوها من فيروس (سى)، بناء على المؤشرات والإحصائيات وتحقيقها المعايير المطلوبة».
وقال إن هناك ٣ مستويات للإشهاد الدولى، الذهبية والفضية والبرونزية، وحصلت مصر على أعلى مستوى، الذى يتضمن أعلى معايير من التقييم،
وحيد دوس: حققنا مأمونية الدم والحقن والتشخيص والعلاج وخفض الضرر
أكد الدكتور وحيد دوس، استشارى جهاز الهضمى والكبد، أن ما تم فى ملف فيروس «سى» يعد إنجازًا كبيرًا نفخر به، لأن مصر كانت تسجل أعلى نسبة إصابة فى العالم، وكان أكثر من ٢٠٪ من الشعب المصرى مصابًا بالفيروس. وقال: «وصلنا الآن للإنجاز التاريخى، وجميع الجهات المعنية تكاتفت للعمل على الانتهاء من ذلك الكابوس؛ بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان والقطاع الدوائى، الذى وفّر العلاج بسعر يتناسب مع المواطن المصرى، والدولة المصرية». وتابع: «اللجنة العلمية لمكافحة الفيروسات الكبدية ستستهدف فى المرحلة المقبلة علاج المصابين بفيروس «بى»، وعلاج المصابين بالكبد الدهنى وأمراض تليف الكبد، وسرطان الكبد».
عمرو قنديل: تطبيق إجراءات مكافحة العدوى لمنع تجدد الإصابات
أوضح الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، أن مصر أول دولة على مستوى العالم تقضى على فيروس «سى»، بعد أن كانت ضمن أكثر ٣ دول فى العالم من حيث الإصابة بالفيروس. وأكد، لـ«الدستور»، أن مصر شهدت انخفاضًا فى معدلات الإصابة بفيروس «سى» منذ عام ٢٠١٤، حيث بلغت نسبة الإصابة حينها ٥.٥٪، ثم انخفضت حاليًا لتصل إلى ٠.٣٥٪، أى أن معدلات الإصابة أصبحت أقل بكثير من نصف فى المائة، وذلك يعنى أن مصر نجحت فى خفض معدل الإصابة بالفيروس بنسبة تصل لأكثر من ٩٥٪.
وأضاف «قنديل» أن الخطة الحالية للحفاظ على مصر خالية من فيروس «سى»، تستهدف تطبيق إجراءات مكافحة العدوى فى المنشآت الصحية لمنع حدوث أى إصابات جديدة، إلى جانب تطبيق الحقن الآمن فى جميع المنشآت الطبية، والتأكد من سلامة ومأمونية الدم.
وتابع أن الخطة تتضمن، أيضًا، الترصد الوبائى لفيروس «سى»، من خلال إجراء مسحات بصفة مستمرة للوقوف حول معدلات انتشار المرض.
وأكد «قنديل» أن مصطلح مصر خالية من فيروس (سى) لا يعنى عدم وجود المرض نهائيًا، ولكن يعنى أن مصر وصلت لأقل نسبة ممكنة من حيث الإصابة بالمرض، وأن الحالات الموجودة محدودة للغاية.
عادل عدوى: مصر أول دولة حصلت على العلاج الجديد ووزعته بسعر زهيد
أشار الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة الأسبق، إلى أن مصر كانت تعانى منذ عشرات السنين من التهاب الكبد الفيروسى، وعندما ظهر الحلم فى ديسمبر ٢٠١٣، بإجازة عقار دوائى بنسبة نجاح تخطت الـ٩٠٪، كانت مصر أول دولة فى العالم تحصل عليه وتوزعه بسعر زهيد، كما تمكنت من تصنيعه، وأطلقت وزارة الصحة مبادرة «١٠٠ مليون صحة» للقضاء على الفيروس. وأضاف: «ما تم إنجازه يعتبر حلمًا، حيث أكد معظم الكيانات الصحية العالمية أن مصر أمامها عشرات السنين لتصل لذلك الإنجاز، ولكن الجهات المعنية متمثلة فى وزارة الصحة وقياداتها، استطاعت بالكفاح والعمل المستمر ودعم القيادة السياسية فى المقام الأول توفير الدواء لعلاج أكبر عدد من المصابين». وأشار إلى أن البلاد وصلت بعد ذلك الإنجاز إلى أن تكون على الخريطة كأول دولة خالية من فيروس «سى» بشهادة منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى أن جميع العاملين بوزارة الصحة وأساتذة الكبد فخورون بما تم إنجازه فى ذلك الملف، ووصول مصر إلى ما هى عليه الآن.
وزير الصحة:فحصنا 63 مليونًا فى أشهر قليلة وعالجنا مليونين
أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن مصر شهدت إنجازًا فى بناء نموذج استدامة الخدمات المقدمة لمرضى الفيروسات الكبدية؛ لتواكب أفضل ما وصل إليه العلم.
وأوضح أن الشعب المصرى عانى لعقود طويلة من فيروس «سى»، الذى كان أحد أبرز الملفات الصحية المتوطنة فى مصر، طبقًا للمسح الصحى الذى أُجرى عام ٢٠٠٨.
وكان وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، استعرض جهود الدولة لمكافحة الفيروس، وقال إنه وفق المسح الصحى للعام ٢٠٠٨، تبين أن ١٠٪ من المصريين فى الفئة العمرية من ١٥ إلى ٥٩ سنة لديهم إصابة مؤكدة بالفيروس.
وتابع: «الأمر الذى يعنى أنه كان لدينا فى ذلك الوقت فى تلك الفئة العمرية فقط ٥ ملايين مصاب بإصابات مؤكدة تحتاج للعلاج، وقد جعلتنا تلك المعدلات أعلى بلاد العالم فى معدل انتشار المرض».
وقال إن الدولة نجحت فى تكوين أول برنامج قومى للتشخيص والعلاج، وأنشأت شبكة من مراكز العلاج فى جميع المحافظات تخطت ١٧٠ مركزًا مجهزًا بالكوادر الطبية والبنية التحتية والتجهيزات الملائمة، كما نجحت فى توفير العديد من الخطوط العلاجية الحديثة بأقل من ١٪ من سعرها العالمى، لتعطى للمصابين بالمجان.
وأضاف أنه فى ظل التحديات المحلية والإقليمية والعالمية، لم تهتز الإرادة المصرية فى مواجهة المرض، وتوفير كل السبل لمجابهته والقضاء عليه، حيث أطلقت مصر خطتها التنفيذية للوقاية وعلاج الفيروسات الكبدية عام ٢٠١٤، وتابع: «فى عام ٢٠١٦ جرى اعتماد الجمعية العالمية للصحة، استراتيجية القطاع الصحى العالمية لالتهاب الكبد الفيروسى، التى دعت الدول إلى القضاء على فيروس التهاب الكبد B وC كمشكلة صحة عامة بحلول عام ٢٠٣٠، وأعقب ذلك تحقيق مصر قفزة نوعية فى مواجهة المرض، عن طريق توطين صناعة الأدوية المضادة للفيروسات بمصر منذ عام ٢٠١٦، التى مكّنت مصر من توفير ملايين الجرعات للمصابين والتوسع فى إتاحة فرص العلاج».
وأوضح أنه فى أكتوبر عام ٢٠١٨، انطلقت المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس «سى»، تحت مبادرة «١٠٠ مليون صحة»، التى نجحت خلال فترة لم تتجاوز الأشهر، فى الكشف على ٦٣ مليون مصرى فى الفئة العمرية ١٢ عامًا فأكثر، واكتشاف وعلاج ما يزيد على مليونى مصاب.