اليوم.. "البيزنطية" تحتفل بذكرى القدّيسين الشهيدين إفلمبيوس وأخته إفلمبيّا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسين الشهيدين إفلمبيوس وأخته إفلمبيّا، وعاش هذان القدّيسان واستشهدا في عهد الإمبراطور مكسيميانوس.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّه لمؤثّر بوجه الخصوص أن نتأمّل في موقف الرّب يسوع تجاه المرأة. لقد أعطى دليلاً على جرأة مذهلة لعصره: في الوثنيّة، كانت المرأة تُعتبر أداة للذّة، أو سلعة، أو رأس مال للعمل؛ في اليهوديّة، كانت مهمّشة ووضيعة. لقد أظهر الرّب يسوع دائمًا التقدير والاحترام الكبيرين للمرأة، لكلّ امرأة؛ وكان يبدي تعاطفًا مع ألمها. متجاوزًا الحواجز الدينيّة والاجتماعيّة لعصره، أعاد للمرأة كرامتها الكاملة كشخص بشري، أمام الله وأمام البشر.
كيف لا نذكر لقاءاته مع مرتا ومريم، ومع السامريّة، ومع أرملة نائين، ومع المرأة الزانية، ومع المرأة النازفة، ومع الخاطئة في بيت سمعان الفرّيسي؟ " إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً". فإنّ تذكّر تلك اللقاءات يجعل القلب يرتعش تأثّرًا. وكيف لا نتذكّر خاصّةً أنّ الرّب يسوع أراد أن يُشرك بعض النساء مع الاثني عشر، هنّ اللواتي رافقنَه، واللواتي خدمنَه، واللواتي كنّ بمثابة تعزية له على طريق الآلام، وصولاً إلى أقدام الصليب؟ وبعد قيامته، ظهر الرّب يسوع للنساء القدّيسات ولمريم المجدليّة، طالبًا منهنّ الإعلان عن قيامته للتلاميذ. حين تجسّد ودخل في تاريخنا البشري، أراد الربّ يسوع أن يكون لديه أمّ، مريم العذراء؛ هكذا، رفع المرأة إلى المرتبة الأكثر كرامة حين جعل منها أمّ الكلمة المتجسّد، وملكة السماء والأرض المعصومة من دنس الخطيئة الأصليّة، والّتي نُقِلَت إلى السماء.
لذلك عليكنّ أيّتها النّسوة المسيحيّات، وكما فعلت مريم المجدليّة وبقيّة النساء في الإنجيل، عليكنّ الإعلان والشّهادة أن الرب يسوع المسيح قد قام من بين الأموات وأنّه العزاء الحقيقي والوحيد لنا. اسهرنَ إذن على حياتكنّ الدّاخليّة.