تنسق مع 6 دول.. جهود مصر لاحتواء التصعيد بعد "طوفان الأقصى"
تتصدر مصر دائما المشهد السياسي والإقليمي والدولي في جميع الأحداث العربية والعالمية، حيث تطالب باستمرار بتهدئة الأوضاع في المناطق التي تعاني من التوتر الجيوسياسي، وآخرهم التوتر الفلسطيني الإسرائيلي بعد هجوم “حماس” برا وبحرا وجوا على الداخل الإسرائيلي.
مصر تتصدر المشهد السياسي والإقليمي والدولي في جميع الأحداث العربية والعالمية
وأجرت جمهورية مصر العربية مشاورات مع الأطراف الدولية المؤثرة لتنسيق الجهود من أجل وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واحتواء الوضع الراهن بين الجانبين.
وعلى آثر ذلك أبرزت القنوات الفضائية والمصرية الاتصالات السياسية لوزير الخارجية سامح شكري مع فرنسا وألمانيا وروسيا وإسبانيا وأمريكا وتركيا.
فرنسا: استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين
وذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير أجرى اتصالًا هاتفيًا مع كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا، حيث تناولا بشكل مستفيض أهمية التحرك على الصعيد الدولي لوقف التصعيد واحتواء الأزمة الراهنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لاسيما في ظل عضوية مصر وفرنسا في مجموعة صيغة ميونيخ المعنية بدفع جهود السلام.
وأكد شكري لنظيرته الفرنسية على الخطورة البالغة للأزمة الحالية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية التي يمكن أن تخرج عن إطار السيطرة، ومِن ثَم أهمية ممارسة الأطراف لأقصى درجات ضبط النفس وانتهاج مسار التهدئة، فيما اتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين على كافة المستويات خلال الأيام القادمة، والعمل من أجل احتواء الموقف المتأزم في أسرع وقت ممكن.
ألمانيا: ضبط النفس وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر
فيما المتحدث، بأن وزير الخارجية، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا، في مسعى يستهدف تنسيق الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، لاسيما في ظل عضوية البلدين في صيغة ميونيخ بشأن دعم جهود السلام، وركزا خلال الاتصال على بحث السبل الكفيلة بدعم جهود خفض التصعيد في قطاع غزة، وبين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مختلف الجبهات، وحث الأطراف على ضبط النفس وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر.
تركيا: تنسيق الجهود الإقليمية لخفض التصعيد
كما أجري تلقي اتصالًا من هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، تباحثا خلالها سبل تنسيق الجهود الإقليمية لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعمل من أجل تجنب الدخول في دوامة مفرغة من العنف والتوتر تزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
روسيا: ضرورة الوقف الفوري للتصعيد الجاري ضد قطاع غزة
وأجرى شكري اتصالًا هاتفيًا مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، اتصالًا بالأحداث المتتالية والتصعيد الخطير على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، مؤكدين على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد الجاري ضد قطاع غزة والمواجهات العنيفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما في إطار جلسة مجلس الأمن المزمع عقدها يوم الأحد، والتي دعت إليها الرئاسة البرازيلية للمجلس.
وأكد الوزير لنظيره الروسي على أهمية تحمل مجلس الأمن لمسئوليته في التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، وأن يضع من الإجراءات ما يحمي الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
إسبانيا: مخاطر جمة تهدد استقرار المنطقة
وتلقي شكري اتصالًا هاتفيًا من خوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية إسبانيا، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي، للتباحث بشأن سبل وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وركزت المناقشات على الإجراءات الواجب اتخاذها دوليًا وإقليميًا لوضع حد لحلقة العنف الخطيرة القائمة، والتي تُنذِر بمخاطر جمة تهدد استقرار المنطقة، وقد اتفق الوزيران على مواصلة التشاور الوثيق خلال الساعات القادمة في إطار جهود احتواء الأزمة.
فيما أكد وزير الخارجية على ضرورة وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة ومحيطه بشكل فوري، وبين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مختلف الجبهات، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة، داعيًا الأطراف الدولية المؤثرة، ومنها الاتحاد الأوروبي، للاضطلاع بمسئولياتها في هذا الشأن.
أمريكا: ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنأي عن التصعيد
وتلقي وزير الخارجية اتصالًا من أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لتناول التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والجهود المطلوب القيام بها دوليًا وإقليميًا لاحتواء الموقف ووضع حد للعنف الدائر وما يرتبط به من إزهاق للأرواح وتعريض حياة المدنيين للمخاطر.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن محادثات الوزيرين ركزت على ضرورة الدفع بمواقف دولية منسقة لحث الأطراف على تغليب مسار التهدئة، وكذا أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنأي عن التصعيد الأمني.
وشدد شكري في هذا السياق على ضرورة أن يظل الهدف الأسمى للمجتمع الدولي هو تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذى يتطلب وقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، والنأي عن الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تؤجج المشاعر، وتشجيع الطرفين على التهدئة والعودة إلى مسار المفاوضات.