اتصالات مكثفة بين قادة العالم والرئيس السيسى للخروج من أزمة غزة
اتصالات جرت بين قادة دول العالم والرئيس عبدالفتاح السيسي، فور وقوع أحداث "غزة" على مدار الساعة من اليوم السبت شملت الدوائر الغربية والإقليمية مع القاهرة، باعتبار القاهرة جزءًا أساسيًا لحل القضية الفلسطينية، وذلك لقدرة مصر على وقف التصعيد واحتواء الأزمة الحالية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد تلقي اتصالًا هاتفيًا من محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع الجارية في المنطقة، إلى جانب سبل دفع وتعزيز أطر العمل العربي الجماعي، حسبما صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي.
كما تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ حيث تم التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة، والتشديد على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بهدف احتواء الموقف والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح.
وأشار الرئيس خلال الاتصال، إلى قيام مصر باتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، من أجل احتواء التصعيد الراهن، محذرًا من خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين.
في السياق، أجرى وزير الخارجية سامح شكري منذ صباح اليوم اتصالات عدة مع نظرائه الدوليين، وبحسب السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فإن الاتصالات التي أجراها شكري كانت مع الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.
وكان أبرز هذه الاتصالات ما يلي:
على المستوى الغربي، ناقش شكري، مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، التطورات الخطيرة على الصعيد الفلسطيني- الإسرائيلي، مؤكدًا أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة.
كما ناقش وزير الخارجية مع كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، بشكل مستفيض أهمية التحرك على الصعيد الدولي لوقف التصعيد، واحتواء الأزمة الراهنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما في ظل عضوية مصر وفرنسا في مجموعة صيغة ميونيخ المعنية بدفع جهود السلام.
وأكد شكري لنظيرته الفرنسية على الخطورة البالغة للأزمة الحالية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية التي يمكن أن تخرج عن إطار السيطرة، ومن ثم أهمية ممارسة الأطراف لأقصى درجات ضبط النفس وانتهاج مسار التهدئة.
واتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين على كل المستويات خلال الأيام المقبلة، والعمل من أجل احتواء الموقف المتأزم في أسرع وقت ممكن.
وفي اتصاله مع أنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، ركز شكري على بحث السبل الكفيلة بدعم جهود خفض التصعيد في قطاع غزة، وبين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مختلف الجبهات، وحث الأطراف على ضبط النفس وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر.
ومع هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، بحث شكري سبل تنسيق الجهود الإقليمية لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعمل من أجل تجنب الدخول في دوامة مفرغة من العنف والتوتر تزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
دور مجلس الأمن في احتواء الأزمة
أما خلال مباحثاته مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، أكد شكري على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد الجاري ضد قطاع غزة والمواجهات العنيفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيما في إطار جلسة مجلس الأمن المزمع عقدها يوم الأحد، والتي دعت إليها الرئاسة البرازيلية للمجلس.
كما أكد شكري لنظيره الروسي، أهمية تحمل مجلس الأمن لمسئوليته في التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، وأن يضع من الإجراءات ما يحمي الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وخلال مباحثاته مع خوسيه مانويل ألباريس، وزير خارجية إسبانيا، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي، ركز شكري على الإجراءات الواجب اتخاذها دوليًا وإقليميًا لوضع حد لحلقة العنف الخطيرة القائمة، والتي تُنذِر بمخاطر جمة تهدد استقرار المنطقة، مؤكدًا ضرورة وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة ومحيطه بشكل فوري، وبين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مختلف الجبهات، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة.
ودعا شكري خلال الاتصال الأطراف الدولية المؤثرة، ومنها الاتحاد الأوروبي، للاضطلاع بمسئولياتها في هذا الشأن، وقد اتفق الجانبان على مواصلة التشاور الوثيق، خلال الساعات المقبلة، فى إطار جهود احتواء الأزمة.
وعلى المستوى الإقليمي، حرص شكري، خلال مباحثاته مع عبدالله بن زايد، نظيره الإماراتي، على إحاطة الأخير بالاتصالات التي تجريها مصر لوقف التصعيد ومحاولة احتواء الأزمة.
وقد اتفق الجانبان على خطورة الموقف الحالي، وضرورة بذل كل الجهود من أجل الحيلولة دون خروج الوضع الأمني عن السيطرة، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر والتهديدات.