البابا فرنسيس يستقبل الراهبات أخوات يسوع الصغيرات
تحدث البابا فرنسيس عن أهمية البحث عن الله والشهادة للإنجيل ومحبة الحياة المختبئة، خلال استقباله اليوم الاثنين الراهبات أخوات يسوع الصغيرات .
و استقبل البابا فرنسيس، صباح اليوم الاثنين، الراهبات أخوات يسوع الصغيرات لمناسبة الجمعية العامة لهذه الجماعة، ورحب في بداية كلمته بالجميع موجها تحية وتمنيات خاصة للمسؤولة العامة الجديدة الأخت اوجينيا كوبويمانا ومعاوناتها اللواتي سيبدأن مهمتهن، كما ووجه التحية والشكر إلى المسؤولة العامة السابقة دولوريس فرنسيسكا ومعاوناتها على ما قمن به من عمل.
وتابع البابا فرنسيس مؤكدا أن الجمعية العامة، وإلى جانب انتخاب الرئاسة الجديدة، تشكل فرصة للتأمل معا والتوصل إلى اختيارات هامة.
و أشار الأب الأقدس بعد ذلك إلى أن أصول هذه الجماعة الرهبانية تعود إلى الخبرة الكاريزمية للقديس شارل دي فوكو، والتي واصلتها بعد حوالي 20 سنة على وفاته مادلين أوتان وأن كادوري، خبرة قوية محورها البحث عن الله والشهادة للإنجيل ومحبة الحياة المختبئة.
وقال الأب الأقدس إن هذه هي الخطوط الموجهة الثلاثة والتي يريد التأمل فيها، وذلك أيضا في ضوء لقاء يسوع المرأة السامرية الذي اختارته الراهبات ليقود مسيرة الجمعية العامة.
التشديد على جمال إنماء الإصغاء لله
وفي حديثه عن النقطة الأولى، البحث عن الله، قال الأب الأقدس إنها الأهم. وتحدث، وانطلاقا من لقاء يسوع المرأة السامرية، عن المعلم الذي ينتظر عند ينبوع كلمته وعن الماء الحي. وشدد البابا على جمال إنماء الإصغاء لله مثلما فعل القديس شارل دي فوكو، فهكذا تنفتح القلوب على دروب الله الذي يلهم بأفكار ومشاعر التحام واستعداد وخدمة.
وقال البابا للراهبات إن يسوع يقدم لهن، وكما قدم للمرأة السامرية، محبته، وتابع أن الأمر يعود إليهن في قبول تحدي الابتعاد عن المرجعية الذاتية والروتين والتشاؤم. وأضاف أن بإمكانهن بنور الكلمة تمييز ما يريد يسوع لينطلقن مجددا إلى حيثما سيرسَلن أكثر حرية وخفة، فارغات من ذواتهن وممتلئات بالله.
الشهادة للإنجيل وتقديمه للآخرين بالكلمات وأعمال المحبة
ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن الخط التوجيهي الثاني أي الشهادة للإنجيل وتقديمه للآخرين بالكلمات وأعمال المحبة والحضور الأخوي والمصلي لهذه الجماعة الصغيرة.
وأكد بابا الفاتيكان على أنه لا يكفي أن نعطي مَن يطلب بل يجب أن نعطي مَن يحتاج، وأكد أن هذا القرب له أهمية كبيرة في مجتمع مثل ذلك الذي نعيش فيه حيث ورغم وفرة الأدوات يبدو أن أعمال الخير تقل بدلا من أن تتكاثر وأن القلوب تنغلق، وقال قداسته للراهبات: فليكن قربكن برفق تحديا وديعا للّامبالاة، وشهادة للأخوّة، وصرخة عذبة تُذَكر العالم بأن الجميع هم أبناء الله.
وفي حديثه عن الخط التوجيهي الثالث، أي محبة الحياة المختبئة، قال البابا فرنسيس إنها حياة التجسد، حياة الناصرة التي يدلنا عليها الله بتجرده وجعْل نفسه صغيرا كي يقاسم الصغار حياتهم، وذكَّر مجددا بكلمات القديس شارل دي فوكو حين أعرب عن الرغبة في أن يمر مجهولا على الأرض كمسافر في الليل بفقر وتواضع، محاكيا يسوع في حياته في الناصرة، وعندما تحين الساعة في درب آلامه وفي موته.