مهرجان سميحة أيوب
فجأة تحولنا إلى فريقين.. فريق غاضب ومنزعج يرفع شعار التعليم خرب.. وفريق آخر يرى الأمر عاديًا بل ويزيد بأنه متأخر أيضًا.. إيه اللى حصل وإيه الدوشة دى كلها؟.. ومالها سميحة أيوب طلعت ترند على حين غرة رغم عدم وجودها فى أى عمل فنى جديد؟.. هذا ما راح الذين لا يعرفون أصل الحكاية مثلى يفتشون عنه.
سميحة أيوب فى مجالها سيدة ناجحة.. يحفظ أطفالنا صورتها جيدًا من مسلسلاتها وأفلامها.. ويعرفها أبناء جيلى ممن ارتادوا المسرح بأنها سيدة المسرح.. تاريخ طويل من العمل والنجاح دفع واضعى المناهج الدراسية فى كتب التربية والتعليم إلى وضع مقتطف صغير من سيرتها الذاتية فى مادة تخص المهارات والأنشطة لطلبة الصف السادس الابتدائى.. حدث ذلك الأمر مع آخرين من أبناء مصر ومشاهيرها فى مجالات مختلفة مثل نجيب محفوظ ومجدى يعقوب وهانى عازر.
أحدهم التقط تلك الفقرة، وهى بالمناسبة فقرة بها معلومات مغلوطة فى بعض تفاصيل وتواريخ السيدة سميحة، كما أشار الزميل طارق الشناوى.. وانتقد ذلك الأمر داعيًا إلى شجبه وإدانته.. الكثيرون انتفضوا لذلك الأمر، واعتبروا ذلك الرفض من قبيل التفكير الداعشى الذى يحط من صورة الفنان.. أى فنان.. وأصبحت معركة.. أراها هزلية فى مجملها.. ولولا تلك الحدة فى الخلاف بين الفريقين لتجاهلت الأمر برمته.. ما لفت نظرى وأؤكد عليه مجددًا أننا ما عدناش طايقين بعض.. وهذا هو الخطر بعينه.
اليوم الأول فى الدراسة منذ ثلاث سنوات أو يزيد أصبح يشهد حربًا بين أولياء الأمور الذين يذهبون إلى المدارس لتأمين حصول أنجالهم على مقعد متقدم فى مواجهة السبورة.. الشوارع رغم كل ما جرى فيها من تعديلات مرورية مزدحمة عن آخرها.. وخناقات سائقى التاكسى مع بتوع التوكتوك لا يمكن وصفها.. المواطنون جميعًا ومن كل الأعمار يطلقون السُّباب فى كل اتجاه.
الأغرب هو حالة العراك بين مَن نُسميهم المثقفين.. وبين المتهمين بأنهم مبدعو الجوائز ومَنْ ليس فى شلتهم.. صراخ عالٍ لا ينتج إلا حوارًا يشبه حوار سواقين الميكروباص وبتوع التوكتوك ساعة طلوع المدارس.
البيوت نفسها تحولت إلى ميادين عراك بين الأمهات والأطفال من ناحية.. والأزواج من ناحية أخرى.. لا أستبعد تأثير الاقتصاد وتداعياته علينا جميعًا.. ولا أعرف لهذه الظاهرة حلًا.. وفكرة استدعاء رجال الطب النفسى وعلماء الاجتماع أصبحت موضة قديمة.. لقد تجاوزنا حدود النصايح المعلبة بكثير.
أخشى من وصف الأمر بالظاهرة.. ربما هى مشاهدات صحفية متواترة.. أو هذا ما أتمناه.. لكننى لا أجد تفسيرًا مقنعًا لتلك الأنواع الغريبة من الحوادث.
موظف جامعى شاب يقتل زميلته فى عز الضهر فى حرم الجامعة.. ليس أمامنا هذه المرة.. ثم يقتل نفسه بعد محاصرة الشرطة له.. التحقيقات تكشف عن روايات حول تسببها فى نقله وتلقيه عقابًا إداريًا، وروايات أخرى تتحدث عن قصة غرام لم تجد صدى لدى القتيلة.. ما لفت نظرى فى الأمر هو العنف الذى تعامل به الشاب مع زميلته ومع نفسه أيًا كانت الرواية الحقيقية.. هو عنف يتبدى فى أشكال مختلفة.. لم نعد نستطيع أن نتحمل اختلافاتنا حتى ونحن نشاهد مباراة كرة قدم فما الذى يحدث بالضبط؟.. من ذا الذى يستطيع تشخيص الأمر، والأهم وضع روشتة علاج عاجلة وقابلة للتنفيذ؟.. الأمر جد مربك وخطير أو هكذا أتصور.