"حكاية وطن".. مصر تطور علاقاتها الآسيوية
سعت مصر خلال الفترة الماضية، إلى إقامة علاقات مع جنوب آسيا ومنطقة القوقاز ووسط آسيا، وتطوير تلك العلاقات مع تلك الدول، خاصة مع التحولات الجارية في النظام الدولي.
وترتبط أهمية هـذه الدائرة الجديدة للسياسة الخارجية المصرية بالتحولات في هيكل النظام الدولي، وبدء انتقال موازين القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لهذه المنطقة، إضافة إلى كثافة التحالفات الاستراتيجية والأمنية الدولية القائمة والناشئة في تلك المنطقة، مما يجعل من الأهمية بمكان أن يكون لمصر دور في خضم هذه المعادلات الدولية الجديدة.
كما يخدم تعزيز الحضور في تلك المنطقة بشكل عام الأهداف التنموية للدولة المصرية، في ضوء ما تتمتع به من موارد وإمكانيات استراتيجية.
الزيارات الرئاسية تجسد الاهتمام المصري بالدائرة الآسيوية
وتجسد الاهتمام المصري بالدائرة الآسيوية في الزيارات الرئاسية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بعض الدول، ومنها: الهند، اليابان، الصين، سنغافورة، وغيرها، علاوة على المباحثات المكثفة بين مسئولي الجانبين على مدار السنوات الماضية، وانضمام مصر إلى بعض المبادرات الاقتصادية مثل مبادرة "حزام واحد طريق واحد"، التي تستهدف التعاون الاقتصادي بين الصين والدول التي كانت تمثل ما يعرف بطريق الحرير.
كما شاركت القاهرة أيضًا في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
مصر تعزز تعاونها مع اليونان وقبرص
كما سعت مصر إلى استحداث الدائرة المتوسطية وخاصة مع اكتشافات الغاز العملاقة في شرق المتوسط، وخاصة اكتشاف حقل ظهر عام 2015 باحتياطات تتجاوز الـ30 تريليون قدم مكعبة، أدى إلى تحول شرق المتوسط لمنطقة استراتيجية واقتصادية وحيوية.
وسعت القيادة المصرية إلى تحويل الموارد الطبيعية إلى عنصر للتكامل والتعاون بدلًا من التنافس والصراع، وتم تطوير شراكات وتحالفات مع دول حوض شرق المتوسط الرئيسية وفي مقدمتها قبرص واليونان.
وأسهمت تلك الاكتشافات في إنشاء منظمة غاز شرق المتوسط، بجانب تنشيط السياحة الخارجية المصرية في هذه المنطقة، وتمثل ذلك في العديد من لقاءات القمة بين مصر وقبرص واليونان خلال الفترة الماضية، بجانب التعاون العسكري والمناورات المشتركة في شرق البحر المتوسط.