عزة رياض: ألعابى بدأت من الاستغماية إلى تماثيل الإسكندرية
كل شيء حدث هناك في طفولتنا يظل مصدرًا رئيسيًا لحكايتنا الأولى، عن ذواتنا وسيرتنا الأولى حكايتي الطازجة في الحياة، عن اللعب الذي لا يغيب عن ماضينا، ذلك في كونه أحد الأنشطة الرئيسية لنا في تلك المرحلة في التعرف على الحياة والانفتاح على المجتمع الذي نحيا فيه، عن ألعاب الطفولة تحدثنا الكاتبة الشاعرة والقاصة عزة رياض.
قالت الكاتبة الشاعرة والقاصة عزة رياض "كيف لنا أن نتخيل طفولة من دون لعب؟ فاللعب من أقدم وأول مظاهر النشاط البشري، وفيه التعبير عن الذات والميول التي يمكن من خلالها استنباط الموهبة مبكرًا والاهتمام بها التى ربما تنم عن موهبة فنية أو رياضية.
وتابعت "رياض": وغيرها من المواهب المتعددة المعروفة، وهو أيضًا دليل على الصحة النفسية للطفل منذ نعومة أظافره، فمن منا لم يمارس لعبة أو عدة ألعاب وهو صغير وأيضًا ربما يشتاق له فى الكبر ولا يستحي أن يقوم بها كبيرًا على سبيل التذكر والعودة لعهد لن يتكرر، فتمر بذاكرته أجمل لحظات عاشها، واللعب أيضًا مرتبط بالتعبير عن البيئة التي ينشأ فيها الطفل سواء صحراوية أو زراعية، أو مدنية، فهي نتاج المكان وأدواته وجغرافيته، التي من شأنها أن تعبر عن الهوية لكل فرد، والألعاب تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل وربما يدخل عليها تعديل طفيف نتيجة للمعاصرة والتكيف ولكن أساسها لا يتغير.
وأشارت عزة رياض: "أتذكر وأنا طفلة ألعابًا مارستها وحين أرى الأطفال يمارسونها الآن أشعر بسعادة بالغة أنها ما زالت باقية، أشهرها الاستغماية، وصيادين السمك، ونط الحبل، وتماثيل إسكندرية، كلها ألعاب شكلت وجداننا وجعلت لنا رفقاء وشركاء وانتماء أثر في حاضرنا".
ولفتت عزة رياض إلى أن للألعاب تأثيرها فى الترابط الاجتماعي وخلق روح التعاون بيننا، وتحفيزًا للمهارات، وقد وجدت نقوش فرعونية على جدران ومعابد لبعض الألعاب مثل الصيد، والسباحة، ورمي الرمح والسباق، والفروسية وعلى مسابقات أقيمت لها، وممارستها أيضًا أثناء احتفالات التتويج، مما يدل على أهمية اللعب منذ القدم والحرص على مواصلته جيلًا بعد جيل، ولتنشئة جيل يتمتع بالصحة النفسية السليمة وبعقل وجسم سليم، يجب ألا نغفل أهمية اللعب ودوره.
أكدت عزة رياض أن اللعب ليس مجرد ترفيه أو مضيعة للوقت، بل هو ضرورة مثل الغذاء والتعليم، أما لعبتي المفضلة التي ما زلت أمارسها إلى الآن، ولكن بشكل رياضي لعبة "نط الحبل"، حيث إنها تصلح للأطفال والكبار ولا أخجل حتى من ممارستها خارج الصالات الرياضية، ومن ذكريات لعب الطفولة التي كنت أحبها أيضًا لعبة "المسّاكة".
وأضافت: "أتذكر وأنا طفلة الخمس سنوات كنت قد عقدت جائزة لأصحابي في الحضانة أن لو أحدهم لحق بي سوف أعطيه توكة الشعر الخاصة بي وتحمسوا وتحمست جدًا وصرت ألف في دائرة حتى أصابتني دوخة وقعت على إثرها وفُتح رأسي وكانت النتيجة اثنتي عشرة غرزة خياطة ما زالت على جبهتي إلى الآن، كنت أنظر لها بضيق أما الآن فهي إحدى ذكريات طفولتي الجميلة".