عبدالمنعم الحر لـ"الدستور": يجب إعادة إعمار درنة فورًا.. وفتح تحقيق شفاف في الكارثة (حوار)
أكد أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا الدكتور عبدالمنعم الحر ضرورة الإسراع في عملية إعادة إعمار درنة بعد توقف عمليات الإنقاذ في المدينة التي ضربتها الفيضانات والسيول المصاحبة للعاصفة دانيال المدمرة، والتي خلفت آلاف القتلى والمصابين.
وقال الحر، في حواره مع "الدستور"، إن تقديم المسؤولين عن هذه الكارثة للمحاكمة بعد "تحقيقات شفافة" سيحقق العدالة للضحايا وذويهم، ويعزز الثقة في مؤسسة القضاء الليبي. وإلى نص الحوار:
بداية.. ماذا بعد انتهاء عمليات إنقاذ المواطنين في درنة المنكوبة؟
بعد مرور أيام على فاجعة درنة، هناك العديد من الأعمال التي يجب القيام بها لإعادة الإعمار والتعافي من آثار الكارثة وتشمل تقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنازل والشركات والمرافق العامة. وهذا سيساعد على تحديد أولويات إعادة الإعمار. ويجب إزالة الأنقاض من المناطق المتضررة. وهذا سيساعد على ضمان السلامة العامة وبدء أعمال إعادة البناء.
◘ برأيك.. ما تصورك لإعادة الإعمار في "مدينة الآلام"؟
يجب إعادة بناء المنازل والمرافق العامة التي تضررت أو دمرت وهذا سيساعد على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة. وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين من الفيضانات. وهذا سيساعدهم على التعافي من الصدمة وإعادة بناء حياتهم.
◘ هل الأفضل بدء إعادة الإعمار مباشرة أم انتظار دراسة المسألة؟
هناك بعض التفاصيل يجب النظر إليها قبل الشروع في عملية إعادة الإعمار، ويجب أن يتم تقييم الأضرار من قبل فريق من المهندسين والخبراء الآخرين. من حيث سلامة المباني والبنية التحتية، ومدى التلوث البيئي، والحاجة إلى الإمدادات الإنسانية، وإزالة الأنقاض بعناية لتجنب وقوع حوادث جديدة
◘ هذه الأمور تتعلق بالمنشآت والمباني.. ماذا عن المتضريين أنفسهم؟
إضافة إلى أعمال إعمار المنشآت، هناك العديد من الأشياء التي يمكن للأفراد والمجتمعات القيام بها للمساعدة في إعادة الإعمار والتعافي من الفيضانات. التبرع بالأموال أو المواد الغذائية أو الملابس أو الأدوية، والتطوع في أعمال إزالة الأنقاض أو إعادة الإعمار، والمساعدة في توفير الدعم النفسي والاجتماعي، ومن خلال العمل معا، يمكننا مساعدة درنة على التعافي.
◘ هل تتوفر لدى الحكومة الأدوات اللازمة لعملية إعادة الإعمار؟
تتطلب هذه العملية موارد مالية وبشرية كبيرة، ومن المهم أن يتم تنسيقها بشكل فعال بين السلطات المحلية والوطنية والدولية. تبدأ من تقييم الأضرار بشكل شامل في درنة. وسيساعد هذا في تحديد الاحتياجات المحددة لإعادة الإعمار.
◘ هل توجد خطة حكومية لإعادة إعمار درنة؟
لا أعلم، لكن لا بد من وضع خطة إعادة الإعمار تكون قابلة للتنفيذ. ويجب أن تأخذ هذه الخطة في الاعتبار الاحتياجات المختلفة للسكان، بما في ذلك الإسكان والبنية التحتية والتعليم والصحة. وتوفير موارد مالية وبشرية كبيرة. يجب أن تبذل السلطات المحلية والوطنية والدولية جهودا لتوفير هذه الموارد.
◘ ما هو الدور الدولي المنتظر في عملية إعادة الإعمار؟
يجب أن يكون هناك تعاون دولي واسع النطاق لإعادة إعمار درنة. ويمكن أن توفر الدول الأخرى الخبرة والتمويل والدعم اللازمين لإعادة بناء المدينة.
◘ وما أبرز العقبات التي تواجه عملية إعادة الإعمار؟
لا يزال الصراع السياسي قائمًا في ليبيا، مما قد يعقد عملية إعادة الإعمار. وتعاني ليبيا من نقص في الموارد المالية والبشرية، مما قد يحد من قدرة البلاد على إعادة إعمار درنة. ولا يزال هناك العديد من الأشخاص في درنة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
◘ أخيرًا.. ماذا عن تحقيق العدالة للضحايا حال وجود عوامل بشرية وراء الأزمة؟
من خلال تحديد المسؤولين عن الكارثة، يمكن تقديم العدالة للضحايا وذويهم، وذلك من خلال محاسبة المسؤولين عن هذه المأساة. وسوف تتخد تدابير لمنع تكرار الكارثة في المستقبل، ويمكن وضع توصيات لمنع تكرار هذه الكارثة في المستقبل. وهذه التوصيات يمكن أن تتضمن تحسين صيانة السدود وزيادة وعي السكان بالمخاطر المحتملة.