فى ذكرى لوشون.. تعرف على الكاتب الصينى الذى وظف السخرية لمواجهة التخلف
يحل اليوم الإثنين الموافق، الذكرى الـ181 لميلاد الكاتب الصيني الشهير لوشون، حيث إنه ولد في مثل هذا اليوم، ولكن في عام 1881، والذي يعدمن أبرز كتاب الصين، فقد كتب القصة واشتغل بالترجمة والكتابة الصحفية.
وجاء الكاتب الصيني لوشون، ليكون جسر التواصل ببن الأدب الصيني والآداب العالمية، حيث كان بمثابة الدفقة الأولى لانفتاح الصين بآدابها على آداب العالم المختلفة، وكانت مجموعته القصصية مذكرات مجنون بمثابة نقطة البداية، والتي جاء أول ترجمها لها بالعربية عبر المترجمة الشابه ميرا أحمد وبتقديم الكاتب والاكاديمي الدكتور محسن فرجاني
البدايات
ففي السابعة من عمره دخل لوشون المدرسة المحلية في مسقط رأسة بمقاطعة تشيجيانغ، وأتاحت له الدراسة فرصة مطالعة الكلاسيكيات التي شغف بها منذ سن مبكرة، وشكلت لديه أساسا طيبا في قراءة الأدب القديم.
لوشون وفولتير والاسماء المستعارة
وكتب لوشون العديد من الأعمال والمقالات بأسماء مستعارة، حتى قيل إنه تفوق على فولتير، فقد قيل إن فولتير استخدم 137 اسما فقد تفوق عليه لوشون بثلاثة أخرى، وجاء بعض ألقابه المستعارة مستوحاه من قبل ألقاب أفراد العائلة، وبعضها الأخر يعبر عن تطلعاته.
وكان سبب لجوء لوشون إلى استخدام الأسماء المستعارة هو منع مجموعته القصصية "قلبان"، و37 مقالا، وقطعة مترجمة، من قبل سلطات الكومينتانج.
مذكرات مجنون
ويشير المترجم والأكاديمي الدكتور محسن فرجاني إلى أن "مذكرات مجنون"، والذي جاء بترجمة المترجمة ميرا أحمد، كان له دور رئيسي في إخراج "لوشون " من حالة العزلة، ونال عنها نجاحا وشهرة عقبر نشرها في بدايات القرن الفائت 1918.
وراح يوالي نشر مجموعاته القصصية، ليصدر الصرخة ثم التردد وتستمد المجموعتنان موضوعهما من القاع الاجتماعي الأكثر بؤسا، وفي الفترة من 1918- 1928 نشر على التوالي مجموعاته القصصية "نداء إلى السلاح، ومجموعة مقالات بعنوان نوان المدافن".
وبعدها مجموعة شعرية تحت عنوان "أعشاب برية " وعدة أعمال متفرقة عرفت باسم "رياح دافئة " و"دوائر من النور"، ثم أصدر في أواخر 1921 رائعته القصة الحقيقية لـ "آكيور"، وخلال حياته الأدبية أصدر ثلاث مجموعات قصصية.
ويشير فرجاني إلى أن مشروع لوشون كان يحاول تقديم شكل إبداعي جديد، يختلف عن الكتابة التقليدية، فجاءت قصصه القصيرة متضمنة أسلوبا قريبا جدا من الأناشيد الشعرية مثل "قصص "كومغ ايحي "، و"بيتي القديم"، و"أبوا القرية"، و"كوميديا البط"، و"في الحانة"، و"أرانب وقطط"، و"ضوء أبيض"، أما مقالاته فمعظمها ذكريات واستجابات عاطفية اجتماعية طارئة، وبضعة من تأملات فلسفية حول قضايا الوجود الإنساني، ولو أن بعضا منها يقترب كثيرا من شكل قصائد النثر أو الأقصوصة مثل :"ليلة خريفية "، "الثلج "و"القصة الطيبة"، "هذا المحارب"، "دماء متجلطة".
اتجاه لوشون في الكتابة
يلفت المترجم والأكاديمي الدكتور محسن فرجاني، عبر مقدمته للمجموعة القصصية "مذكرات مجنون" لـ لوشون ومن ترجمة ميرا أحمدـ، إلى أن البروفيسور "ستيفن أوين أستاذ الأدب المقارن بجامعة هارفارد لخص اتجاه لوشون في الكتابة بايجاز بليغ، فيما يلي:
استقصاء الأسباب التي تطمن وراء مظاهر الضعف التي أزمنت في تركيب الشخصية الصينية، والبحث في السبب الجوهري وراء الكارثة أو "الداء الوبيل" الذي أصاب روج الصين في مقتل.
التساؤل حول الطبيعة المثلى، أو النموذج المثالي، الذي ينبغي على الصين اتباعه للخروج من أسر الماضي البغيض.
وعلى حد تعبير فرجاني لعله كان أحد أوائل من قاموا بتوظيف السخرية لمواجهة حقائق التخلف الحضاري في صين أول القرن العشرين.