وفد الصين رفيع المستوى
وفد صينى رفيع المستوى، يرأسه «لى شى»، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسى باللجنة المركزية لـ«الحزب الشيوعى الصينى» الحاكم، رئيس لجنة الحزب فى مقاطعة قوانجدونج، سكرتير اللجنة المركزية لفحص الانضباط- زار القاهرة، أمس، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، و«لياو لى تشيانج»، سفير الصين بالقاهرة.
خلال اللقاء، نقل «لى شى» تحيات وتقدير الرئيس الصينى شى جين بينج للرئيس السيسى، الذى بادله بتقديم خالص تحياته وتمنياته الطيبة للرئيس الصينى. وكالعادة، شهد اللقاء تثمين الجانبين علاقات الصداقة التاريخية، والممتدة، التى تربط مصر والصين على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية، وتأكيد الحرص المتبادل على مواصلة تطوير التعاون الثنائى، فى ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين.
العلاقات المصرية الصينية تمر بمرحلة تحول تاريخية، منذ منتصف ٢٠١٤، إذ جرى توسيع نطاقها بالزيارات المتبادلة لقادة البلدين، وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى عززت العلاقات الاقتصادية، وفتحت فرصًا كبيرة للتعاون على مختلف المستويات، وأدت إلى تسارع وتيرة الاستثمارات الصينية فى التصنيع والخدمات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات، و... و... وفى يوليو الماضى، زارت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، العاصمة الصينية بكين، وجرى خلال تلك الزيارة توقيع ٤ وثائق مع «الوكالة الصينية للتعاون الدولى الإنمائى»، ومذكرة تفاهم بشأن «مبادرة التنمية العالمية»، تضمنت بندًا ينص على إنشاء آلية للتشاور على مستوى الإدارات، والعمل على صياغة استراتيجية متكاملة للتعاون الإنمائى بين البلدين.
منذ أن أطلقها الرئيس الصينى، فى سبتمبر ٢٠٢١، دعمت مصر «مبادرة التنمية العالمية»، وشاركت فى جميع أنشطتها، خاصة اجتماعات «مجموعة أصدقاء» المبادرة، التى كان آخرها، الثلاثاء الماضى، على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى نيويورك، والتى أعرب خلالها سامح شكرى، وزير الخارجية، عن تقديره هذه المبادرة ودورها الفاعل فى تعزيز التعاون الدولى، بشكل عام، والتعاون بين بلدان الجنوب، بشكل خاص، وكذا دعم تسريع وتيرة تنفيذ أهداف أجندة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، وتعزيز الجهود الدولية للتعامل مع التحديات التنموية التى يشهدها العالم، إضافة إلى كونها منصة مهمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات فى مجال التعاون التنموى.
المهم، هو أن الرئيس السيسى أشاد، خلال لقاء أمس، بالتجربة التنموية الصينية المتميزة، مؤكدًا توافر فرص عديدة لتحقيق الاستفادة المتبادلة للبلدين. وفى هذا السياق، جرى استعراض جهود زيادة التعاون فى مجالات عديدة، من بينها التبادل التجارى، وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والطاقة، و... و... والسياحة والجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ. كما أعرب الوفد الصينى رفيع المستوى عن رؤية بلاده الإيجابية لما شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة من تطور تنموى لافت، يهدف إلى بناء قدرات الدولة ونهضتها، لافتًا إلى جهود تطوير محور قناة السويس، والتحسن المطرد فى مناخ الاستثمار، واتساق الرؤية التنموية المصرية، «رؤية مصر ٢٠٣٠»، مع «مبادرة الحزام والطريق» الصينية.
جرى، أيضًا، تبادل وجهات النظر بشأن سبل حفظ السلم والأمن الدوليين، حيث عرض الوفد الصينى رؤاه فى هذا الشأن، وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على الإسهام الإيجابى فى التصدى للتحديات الراهنة التى تواجه المجتمع الدولى، وتعزيز العمل الجماعى الدولى المشترك، بما يحافظ على السلم والاستقرار، ويدفع فى اتجاه إصلاح منظومة الحوكمة المالية الدولية. ولدى تناول تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، أعرب الوفد الصينى عن تقديره الدور المصرى الفاعل فى استعادة وترسيخ الاستقرار والتنمية فى المنطقة، سواء من خلال مكافحة الإرهاب، أو عن طريق العمل على تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن مدينة شرم الشيخ تستضيف، اليوم، فعاليات الاجتماعات السنوية الثامنة لـ«البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية»، AIIB، الذى أنشأته الصين سنة ٢٠١٤، والذى أكد انضمام مصر له، سنة ٢٠١٦، ثم إلى «بنك التنمية الجديد»، التابع لتجمع الـ«بريكس»، سنة ٢٠٢١، دعم دولة ٣٠ يونيو لتعميق الشراكات التنموية متعددة الأطراف العابرة للحدود، خاصة بين القارتين الإفريقية والآسيوية.