الغزال الأسمر
محمد الجندى، الراجل الأسمر الجميل، نجم نجوم كرة القدم المصرية فى الأربعينيات، طبعًا كان فيه نجوم تانيين، إنما «أبوالجنود» ما كانش له زى. اتعمل له تمثال نحته الفنان مصطفى نجيب، بـ تخطيط فنى من صاروخان.
الجندى كان موديل الإعلانات الأول، خصوصًا لـ معجون الأسنان اللى كان وقتها اختراع فى مصر، هو أول واحد اتقال عنه «الغزال الأسمر»، وكان له فى الجبال علامات.
الجندى بدأ يلعب وهو فى المدرسة، وكان نفسه يبقى فى مهارة زميله الأكبر منه، زميله دا كان لاعب كورة برضه، اسمه «نجيب محفوظ»، بس زى ما إحنا عارفين نجيب ما كملش، وبقى روائى عظيم وصل لـ نوبل، أيون، نجيب محفوظ نوبل كان مثل أعلى كـ لاعب كرة قدم، هو توقف، إنما فضلوا أصدقاء لـ حد ما الجندى مات.
ثم إنه أبوالجنود لعب مع فريق الأهلى الأبيض، الأهلى كان عنده أكتر من فريق كورة، والفريق الأحمر هو الأساسى، من هنا جه تعبير «روح الفانلة الحمراء»، وفى سنة 1937 الأهلى نظم احتفالية كبرى على هامشها ماتشين بين الأهلى الأحمر والأهلى الأبيض، فـ الأهلى الأبيض كسب الماتشين، وعدد من لاعبيه انضموا لـ الفريق الأحمر منهم الجندى اللى خد مكان مصطفى علوانى (جد رانيا علوانى) وبقى أساسى مع الفريق، وبـ مرور الوقت زى ما قلنا بقى هو البريمو.
فضل كدا لـ حد ما جات سنة 1946، وجاله عرض فى الدورى الإنجليزى من نادى هاذرسفيلد، العرض كان له ولـ عبدالكريم صقر، وسافروا الاتنين بلاد الإنجليز ووقعوا عقود الانضمام لـ النادى، لكنهم ما عرفوش يوفقوا أوضاعهم هناك.
بعد الحرب العالمية التانية، كان فيه إنجليز كتير راجعين من الجبهات فـ كان ليهم الأولوية فى كل حاجة، خصوصًا الدراسة، فـ لا الجندى ولا عبدالكريم صقر عرفوا يلاقوا مكان فى مدرسة أو جامعة، وعانوا الأمرين، وبقاؤهم كان مرهون بـ دا، والنادى ما ساعدهمش، فـ رجعوا مصر لـ الأسف.
نادى الأهلى كان زعل من الجندى لما مشى وراح إنجلترا، وعبود باشا اتغير من ناحيته، وحجبوا عنه جوايز كان يستحقها منها ساعة دهب، فـ هو خد التغير دا على صدره، وقرر يروح نادى فاروق (الزمالك حاليًا)، وحيدر باشا دفع له 235 جنيه ودا طبعًا كان رقم فلكى، ولعب فى صفوف فاروق لـ حد أول موسم فى الدورى 1948-1949.
لعب الجندى مع فاروق الموسم دا، ثم حصل خلاف بينه وبينهم، لـ إنهم وعدوه يسهلوا له مهمة الالتحاق بـ البحرية، ثم ما نفذوش وعدهم، هو التحق بـ البحرية مع نفسه، فـ قدم استقالته من الزمالك (اللى كان اسمه فاروق) والأهلى رجع استقبله تانى، وحطوه على راس قايمة اللاعبين، ولعب مع الأهلى لـ حد سنة 1953.
ثم حصل إنه نادى الأوليمبى كان يعانى نقص فى صفوفه، فـ طلبوا من الأهلى يساعدهم، فـ الأهلى اتفق إنه يدى لهم الجندى موسم وفعلًا، لعب مع الأوليمبى 1953-1954، ثم رجع الأهلى لعب معاه موسم أخير، ثم اعتزل.
إنما هو ما كانش بس لاعب كورة عظيم، كان ظابط بحرية وصحفى ومعلق وناقد أكاديمى ومدير فنى «أدار منتخب مصر» وتلقى دورات تدريبية علمية فى أوروبا، وموظف فى استوديو مصر «سينما» واشتغل فى كذا فيلم آخرهم نادوجا مع تحية كاريوكا.
الجندى كمان كان من السميعة درجة أولى، وصديق شخصى لـ أم كلثوم وعبدالوهاب وعباس البليدى، تحديدًا عباس البليدى، اللى كان بـ ينظم له قعدات سمع فى السيدة زينب، وعاش بـ الطول والعرض، وملأ الدنيا وشغل الناس، وما أعتقدش خالص خالص خالص إنه أى حد من معاصريه كان يتخيل إنه ييجى اليوم اللى حد فيه يكتب مقال غرضه بس إنه يقول: كان فيه لاعب مصرى مهم اسمه «محمد الجندى».