"اهتزاز العالم بصراع شامل".. سيناريوهات التقارب بين كوريا الشمالية وروسيا والصين
أثار اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في مركز إطلاق فضائي في الشرق الأقصى الروسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، قلق كوريا الجنوبية واليابان وأوكرانيا والولايات المتحدة وشركائها في أوروبا.
ولم تشن الصين وكوريا الشمالية حتى الآن حروبًا كبرى لتحقيق أهدافهما، ولكن كلًا منهما ينفذ حملات إعلامية نشطة، كما اتخذت الصين تدابير اقتصادية صارمة لتوسيع نفوذها في مختلف أنحاء العالم.
وتُظهر مبادرة الحزام والطريق جهود بكين لتأمين النفوذ الاقتصادي، حيث يعد مستوى التجارة الذي أقامته الصين مع كوريا الجنوبية وأستراليا والعديد من الدول الأخرى مثالًا آخر على هذا التوجه، ولكن الصين، أكبر شريان حياة اقتصادي لكل من موسكو وبيونج يانج، والتي تقع حدودها على بعد أقل من 200 ميل (321 كيلومترًا) من مكان لقاء الزعيمين، قد يكون لها وجهة نظر مختلفة.
تحالف وصراع واسع بوجه الولايات المتحدة الأمريكية
وبدلًا من النظر إلى معارضة أو الحد من التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، قد ترى بكين فوائد أكثر من المخاطر لنفسها في هذا المحور الناشئ، كما يقول المحللون، خاصة فيما يتعلق بمنافسة القوى العظمى مع الولايات المتحدة، بحسب مجلة التايمز.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح بالضبط مدى رؤية المسئولين الصينيين للمفاوضات بين كوريا الشمالية وروسيا، إلا أن المحللين يقولون إن الاجتماع نفسه ربما لم يمض قدمًا مع مستوى معين من النظر في علاقات الصين مع الإثنين.
وقال ألكسندر كوروليف، المحاضر البارز في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا: بالنظر إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الصين لكليهما، فإن الصين تلوح في الأفق بالطبع في الخلفية، مشيرًا الى ان الصين مهمة للغاية لكل من كوريا الشمالية وروسيا، لذلك سيكون من الحماقة بالنسبة لهما القيام بشيء من وراء ظهر الصين من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
تحالف ثلاثي
كما يقول برنارد لو، وهو زميل بارز متخصص في السياسة العسكرية والدفاعية في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن الدافع وراء هذا الاقتراح يكاد يكون مؤكدًا هو التحالف الدفاعي الثلاثي الذي تم تشكيله مؤخرًا بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
في العقود الأخيرة، أصبحت منطقة المحيطين الهندي والهادئ مسرحًا للعديد من بؤر التوتر الأمنية، وتمارس الصين نفوذها وقوتها العسكرية بشكل متزايد على الدول المجاورة والمناطق البحرية، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز اتفاقياتها الأمنية مع شركائها في المنطقة.
ويشكل التسلح النووي أيضًا مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، مع استمرار كوريا الشمالية في تكثيف اختبارات الصواريخ وخطابات الدعوة إلى الحرب.
وأضاف أن التدريبات البحرية المحتملة بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية من شأنها أن تقترب خطوة واحدة نحو إنشاء جبهة موحدة رسمية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن على الرغم من أن العالم يبدو منقسمًا إلى فصيلين مع هذا التحالف المضاد المحتمل، إلا أن الخبراء يقولون إنه يمكن أن يكون له في الواقع تأثير استقرار من خلال إنشاء رقابة على كل طرف من أطرافه لمنع التحريض على الصراع من جانب واحد.
فروسيا والصين، على سبيل المثال، تتفقان جزئيا بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لذا فقد لا تدعمان تهديدات كوريا الشمالية المستمرة باستخدام ترسانتها النووية.
ويقول كولين كوه، وهو زميل كبير آخر متخصص في شئون آسيا: "بينما من الواضح أن كوريا الشمالية شريك، بسبب تقارب مصالحهما الاستراتيجية، لا أعتقد أن هناك تقاربًا فيما يتعلق بما ينبغي على كوريا الشمالية أن تفعله".