مهدت لنصر أكتوبر.. سر 6 سنوات استعادت فيها مصر قوتها بعد نكسة 1967
حقق الجيش المصري انتصاراً غير مسبوق في السادس من أكتوبر عام 1973، كُتب عنه في التاريخ ولا تزال يسرد ما حدث من بطولات وأمجاد جيشنا الذي نجح في تحويل حرب 1967 من نكسة إلى انتصار عظيم، فاق كل توقعات العدو الإسرائيلي، في ضربة خالدة بتاريخ الحروب.
بداية النصر كانت في عدم انكسار المصريين
وقال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، خلال لقائه عبر القناة الأولى، إن المصريين رغم الهزيمة في 67، لم ينكسروا، موضحًا أنه «أثناء الحرب ورغم تدمير الطائرات والممرات اشتبك طيارون مصريون مع طائرات العدو وأسقطوا عددا ليس كبيرا من الطائرات».
وأضاف الحلبي: «بداية النصر كانت في عدم انكسار المصريين مدنيين أو عسكريين، وكانت مرحلة الإعداد مشتركة بين القوات المسلحة وكل المصريين، حيث جرى بناء الدشم في المطارات والقواعد الجوية وتم بناء ممرات جديدة لاستيعاب أعداد كبيرة من الطائرات وكل ذلك شاركت فيه شركات مدنية، وعند حدوث استهداف في هذه الفترة كان يستشهد مدنيين مع العسكريين».
القوات المسلحة كانت مدمرة بعد حرب 1967
وأكد المستشار بالأكاديمية العسكرية، أن القوات المسلحة كانت مدمرة بعد حرب 1967، ولم يكن من الممكن أن تدخل أي حرب، وكان العالم ينظر إلى مصر أنها منهزمة، منوهاً أيضاً عن أن الوضع السياسي كان صعبا للغاية، وكذلك الوضع الاقتصادي بسبب غلق قناة السويس، وهو ما أدى إلى فقدان الدولة فقدان رافد من روافد العملة الصعبة.
مصر خاضت حرب الاستنزاف أثناء الإعداد
وتابع: “مصر خاضت حرب الاستنزاف أثناء الإعداد، وبعد هذا الإعداد الضخم جرى وضع خطة محترفة مازالت تُدرس في الأكاديميات والمعاهد العسكرية الغربية بأنها الحالة المثالية لقوات مسلحة أقل إمكانيات حققت أهدافا على قوات مسلحة أعلى منها في الإمكانيات وهي إسرائيل، مثلا، كان لدى إسرائيل طائرات الجيل الثالث مثل الفانتوم التي تحتوي على صواريخ رادارية وبها إمكانيات تكنولوجية عالية جدا –آنذاك- بينما كانت مصر تمتلك طائرات من الجيلين الأول والثاني”.
إعداد الدولة للحرب في ست سنوات
وكشف المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن بعد حرب 1967 بدأت مرحلة في منتهى الأهمية وهي إعادة بناء القوات المسلحة وإعداد الدولة للحرب، وهو ما استغرق فترة 6 سنوات، وحدث هذا الإعداد بأسلوب علمي ومحترف.