انتبه.. الأطفال مثل الإسفنج لـ دوروثي لو نولتي
الأطفال مثل الإسفنج، يتشربون كل ما نقوله أو نفعله، فهم يتعلمون منا طوال الوقت سواء أدركنا أننا نعلمهم أم لا، ولذا فإذا كنا من النوع الذي يميل للانتقاد أو الشكوى منهم أو من العالم حولنا فإننا نعلمهم انتقاد الآخرين، وربما نعلمهم الأسوأ وهو انتقاد أنفسهم، وبذلك فنحن نعلمهم رؤية السلبيات بدلًا من الإيجابيات.
في السطور التالية نستعرض لكم أهم النصائح التي قدمتها لنا د.دوروثي لو نولتي من خلال كتابها المميز "الأطفال يتعلمون ما يعايشونه":
- إن أهم شيء نستطيع أن نمنحه لأطفالنا هو تواجدنا بجانبهم ورعايتنا لهم وهم يحتاجوننا دائمًا وفي أي مرحلة عمرية، وإذا استطعنا منحهم شعورًا وطيدًا بالأمان خلال طفولتهم فإن فوائد هذا الشعور سيستمر معهم في مرحلة بلوغهم.
- عندما نساعد أبناءنا في اكتساب الثقة في أنفسهم فإننا بذلك نمنحهم ما يحتاجونه للشعور بالأمان مع الآخرين، وهذه هديتنا لنجاحهم مستقبلًا، لأن ثقة أطفالنا في أنفسهم ستوجههم في اختياراتهم المهنية وتمكنهم من مواجهة المخاطر وتحمل المسئولية والثقة في قراراتهم، كما أن ثقتهم في الآخرين ستمكنهم من حب الآخرين والشعور بالالتزام الحقيقي نحوهم وتكوين عائلات مستقرة.
- بدون ثقة أطفالنا وإيمانهم بأنفسهم، فإنهم سيواجهون صعوبة في الاستمتاع بحياتهم حتى وإن كانت أمورهم تسير على مايرام وسيواجهون أوقاتًا عصيبة جدًا عندما يتعرضون لتحديات الحياة.
- إن علاقة الوالدين ببعضهم البعض ربما تكون أكثر العلاقات التي يعايشها الأطفال تأثيرًا على شخصياتهم، حيث إن هذه العلاقة في الغالب تعلمهم كيفية التعامل باحترام مع الآخرين، وبغض النظر عما نخبر به أطفالنا حول كيفية التصرف بشكل لائق، فإن طريقة تعاملنا مع بعضنا هي الرسالة الفعلية التي يتلقونها، فأطفالنا يلاحظون كيف يتعامل كل منا مع الآخر والطريقة التي نتحدث بها وكيف نتعامل مع خلافاتنا؟ ومدى استجابة كل منا لاحتياجات الآخر.
- وهنا نلفت الانتباه إلى أن الشكوى من الأزواج أمر هدام، فهي قد تجعل الأطفال يشعرون بأنه يجب عليهم أن يتحيزوا لأحد الوالدين ضد الآخر، مما يضعهم بين شقي الرحى. وهذا موقف صعب بالنسبة للأطفال فهم يشعرون بتمزق ولائهم بين أبويهم.
- وبنفس المنطق نجد أن شكوانا من آبائنا وأصهارنا تضع أطفالنا في مأزق حرج، لذا فإنه يجب مناقشة الشكوى من آبائنا وأصهارنا في سرية، وأن يتم فصلها عن العلاقة الرائعة لأطفالنا مع أجدادهم.
- ربما يكون الصدق أصعب ما يمكن أن نعلمه لأطفالنا لأننا جميعًا ــــ على الأقل عرضيًا ـــ نقوم بالقليل من "الكذب الأبيض" من أجل تبسيط الحياة! أو توفير الوقت، أو عدم جرح مشاعر الآخرين، وإذا لم يكن من السهل دائمًا على البالغين أن يقولوا الحقيقة فلنتخيل مدى الحيرة التي قد تصيب أطفالنا، فهم يعلمون أننا نقدر الصدق ونتوقع منهم أن يخبرونا بالحقيقة كاملة ولكنهم يشاهدون تناقضنا الذاتي ويكتشفون أن صدقهم قد يؤلمنا في ظروف معينة!
- ولنعالج هذه المشكلة علينا البدء بمساعدة أطفالنا في إدراك أن الأمانة والصدق وجهان لعملة واحدة، وفي أثناء نمو أطفالنا يجب أن نعلمهم أيضًا تعلم التحفظ وهو القدرة على تمييز المواقف التي يكون من الأفضل فيها عدم قول الحقيقة أو أجزاء منها على الأقل، كما يجب أن يدركوا الفرق بين الكذب و الخطأ البريء، الكذب يتضمن خداعًا مقصودًا وليس ذكر الحقائق بصورة خاطئة.
- عندما نمنح أطفالنا عالمًا حافلًا بالتشجيع والتسامح والثناء والاستحسان والتقدير ويستطيعون فيه التشارك بإخلاص ويتوقعون فيه العدل والسماحة ومراعاة مشاعرهم بالمثل، نستطيع أن نحدث اختلافًا حقيقيًا في حياتهم وفي حياة من يحيطون بهم.
تعالوا معًا لنتذوق بعضًا من أبيات القصيدة الكلاسيكية "الأطفال يتعلمون ما يعايشونه" للدكتورة "دوروثي لو نولتي"
- يتعلم الأطفال الشعور بأن العالم مكان بهيج للعيش فيه إذا نشأوا في جو يتسم بالود
- يتعلم الأطفال الصدق إذا نشأوا في جو من الإنصاف.
- يتعلم الأطفال احترام الآخرين إذا نشأوا في جو من الحنان ومراعاة شعور الآخرين.
- يتعلم الأطفال اكتساب الثقة في أنفسهم وفيمن حولهم إذا نشأوا في جو من الأمان.
- يتعلم الأطفال القلق إذا نشأوا في جو من الخوف.
- يتعلم الأطفال الخجل إذا نشأوا في جو من السخرية.
- يتعلم الأطفال الحسد إذا نشأوا في جو من الغيرة.
- يتعلم الأطفال الشعور بالذنب إذا نشأوا في جو يشعرهم بالخزي.
- يتعلم الأطفال الحب إذا نشأوا في جو من الحنان.
- يتعلم الأطفال الثقة إذا نشأوا في جو من التشجيع.
- يتعلم الأطفال الكرم إذا نشأوا في جو من المشاركة
- يتعلم الأطفال السخط إذا نشأوا في جو من الانتقاد.
- يتعلم الأطفال السلوك العدواني إذا نشأوا في جو من العداء.
- يتعلم الأطفال تقدير الشيء حق قدره إذا نشأوا في جو من الإطراء.